الزيارة الملكية الحالية للعاصمة الاقتصادية فرضت على رجال الأمن بشكل خاص، تعبئة استثنائية من أجل المساهمة في الحفاظ على الأمن العام وضمان السلامة للمواطنين ومحاربة كل الظواهر الشائنة، إذ تجند «البوليس» للقيام بهذه المهمة، وكانت عناصره على أهبة الاستعداد لمواجهة كل ما من شأنه أن يفسد الأجواء، متحملين كافة الإكراهات والضغوط، متسلحين بالعزيمة والصبر للقيام بواجبهم على أكمل وجه. وإن كان الإرهاق والتعب أول خصومهم، فرغم ساعات العمل الطويلة، فإن ذلك لم يمنع من أن تراهم هنا وهناك، يذرعون هذا الشارع وذاك جيئة وذهاباً راجلين على الأقدام أو على متن دورياتهم المتنقلة من سيارات النجدة ودراجات... وغيرها. مواجهة مصادر «الإزعاج» كيفما كان نوعها، هو الأمر الذي دفع أحد عناصر أمن منطقة الفداء مرس السلطان، بعد ظهر يوم الخميس الفارط وأثناء قيامه بواجبه بشارع المقاومة، إلى التدخل من أجل ثني أحد «المتسولين» عن اعتراض سبيل المارة واستفزازهم وفق الرواية التي استقيناها وهو تدخل وجه رجل الأمن نفسه مجبراً عليه رغم أنه موكول إلى وحدات المساعدة الاجتماعية التي تهدر أموالا طائلة رغم استمرار جيوش المتسولين في احتلال كل شبر من المدينة! الثني والنهي واللوم لطرد المتسول/ المتشرد، أيا كانت صفته، فكم من شخص نُعت بالمتسول، المتشرد أو الأحمق، باغت الجميع على حين غرة حين نزع هذه العباءات كلها وارتدى جبة المجرم معترضاً سبيل المارة أو منتهزاً فرصة لممارسة السرقة والسطو على أمر ما، بل ومهدداً الأمن العام من خلال استهداف سلامة المواطنين أو أملاكهم، هي حوادث متكررة خبرها القاصي والداني، الصغير والكبير، وهو ما دفع رجل الأمن الى تفادي وقوع مثل هذه الحوادث من خلال تدخله لتجنيب المواطنين شراً محتمل الوقوع. إلا أن تدخله لم يرق «لخصمه» الذي ظل يرغي ويزبد معبراً عن عدم رضاه واحتجاجه، وظلا يناوشان بعضهما البعض إلى أن فارت أعصاب «المتسول» واحمرت وجنتاه وأصابه «السعار»، فارتمى على ساق رجل الأمن مطبقا عليها بفكيه! محاولات «الضحية» وغيره من أجل انتزاع أنياب «المهاجم» من الساق لم تؤت أكلها، فهو لم يتراجع إلا بعد أن انتزع قطعة من لحم ساق رجل الأمن بين فكيه والدماء تسيل على جانبي فمه، قبل أن يتم اعتقاله، في حين ظل رجل الأمن يتأوه ألماً، حيث تم نقله إلى مستعجلات مستشفى الملازم محمد بوافي لتلقي العلاج. تدخل عاد لرجل أمن أثناء تأديته لواجبه في حماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم، كانت نتيجته عضه رجل مسعور نهشت ساقه، لم يكن يخطر على باله، صبيحة ذلك اليوم، عندما خرج متوجها لعمله أنه سيحمل على نقالة صوب المستشفى لتلقي العلاج، شأنه في ذلك، شأن عناصر أمنية تحارب الجريمة، فتواجه بالسواطير والسيوف والخناجر مخلفة عاهات مستديمة وجروح وكسور، أو حوادث يفارق على إثرها رجل الأمن الحياة، كما وقع عند اصطدام عدد منهم أثناء قيادتهم لدراجاتهم النارية لأعمدة كهربائية وسيارات... وغيرها، أو كما وقع للشهيد محمد زنيبة.. هم رجال بذلوا أنفسهم للقيام بواجبهم ولأجله يحتاجون منا إلى أكثر من تحية.