تنشر «الاتحاد الاشتراكي»، على امتداد شهر رمضان، سلسلة من المقالات والحوارات الساخنة والصور النادرة، التي يتم الكشف عن بعضها للمرة الأولى. سلسلة شيقة وغنية بالتفاصيل المثيرة، تحمل في طياتها حقائق عن شخصيات وأحداث تشكل علامات بارزة في التاريخ القومي العربي، من أبو إياد وأبو عمار إلى صدام حسين. محضر استجواب المخابرات الأمريكية لصدام حسين في السجن .. خفايا حروبه وأيامه الأخيرة يكشف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أعدم نهاية دجنبر 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأمريكي مؤخرا خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه في السجن. والوثائق هي عبارة عن محاضر 20 استجوابا رسميا وخمسة محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأمريكي «إف.بي.آي»، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير و28 يونيو 2004. ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق وصوله للسلطة والحرب مع إيران وغزو الكويت وأسلحة الدمار الشامل والمزاعم عن علاقته ب«القاعدة». قبل بدء جلسة الاستجواب ال 18، تم توجيه صدام إلى أن مناقشة ذلك اليوم ستشكل استمرارا للاجتماعات السابقة المتعلقة بثورات الشيعة في جنوب العراق عام 1991. أوضح صدام أنه من الطبيعي بالنسبة لزعيم حزب سياسي، مثل «البعث»، محاولة التعرف على أكبر عدد ممكن من أعضاء الحزب. إلا أنه بالنسبة لصدام، كانت هناك صعوبة في التعرف على أعضاء حزب البعث من خارج صفوف القيادات العليا، ومع ذلك، حرص صدام على التعرف على أكبر عدد ممكن من الأعضاء، مثلما حاول مقابلة الكثير من المواطنين العراقيين العاديين. سأل المحقق عن نظام الاتصال بين المستويات المختلفة داخل الحزب، من المستوى الإقليمي إلى المستوى الوطني، وحجم المعلومات التي اطلعت عليها القيادات العراقية العليا بالفعل. أشار صدام إلى أن كبار القادة العراقيين تلقوا معلومات عن حزبهم بصورة مشابهة للغاية لما عليه الحال بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين داخل الولاياتالمتحدة. لدى صدور أمر توجيهي من القيادة، كان يجري إرسال التعليمات إلى جميع أعضاء الحزب، وعندما تراود أحد الأعضاء الرغبة في اتخاذ إجراء ما، يتم تقديم طلب ونقله عبر القنوات المناسبة إلى القيادة العراقية. وسئل صدام عن مشاعره إزاء أهمية أن يخطره أعضاء الحزب بالأوضاع المحلية، أكد صدام أن «هناك اختلافا بين ما ترغبه وما يمكن تحقيقه». من ناحيته، أشار المحقق إلى العثور على عدد من الوثائق التي تصف ثورات عام 1991، ونشاطات حزب البعث خلال تلك الفترة بعد غزو قوات التحالف العراق عام 2003. وقرأ المترجم على صدام أجزاء من نسخ لوثيقتين مكتوبتين بالعربية، تحمل إحداهما تاريخ 11 أبريل 1991، وتم توصيفها باعتبارها تقريرا رقم 383/1/7، وعليها توقيع حسين حمزة عباس، الأمين العام لقسم قيادة صدام. وتم إرسال الوثيقة إلى الأمين العام لقسم قيادة واسط. طبقا للوثيقة، وضع عباس الخطاب بهدف شرح وتوضيح سلوكه خلال «الاضطرابات» التي وقعت في مارس 1991. أما الوثيقة الثانية فمؤرخة بأبريل1991، ولا تحمل أي رقم للتقرير، لكنها تحمل توقيع أنور سعيد عمر، الأمين العام لقسم قيادة واسط، وموجهة إلى عنصر قيادي غير محدد، لكن من المفترض أنه أعلى رتبة. تشرح هذه الوثيقة عددا من الإجراءات التي تم اتخاذها خلال «الاضطرابات» التي شهدتها مدينتا البصرة وواسط في مارس 1991، بما في ذلك إلقاء القبض على حوالي 700 مشتبه فيه من العناصر العسكرية والمدنية داخل البصرة. في الخطاب، أشار عمر إلى تشكيل لجان استجواب، وأنه تولى رئاسة لجنة الفيلق الثاني. وأكد عمر أنه شخصيا أعدم شخصين في اليوم ذاته الذي بدأ فيه التحقيقات، وأضاف أن 42 شخصا آخر أعدموا بعد أربعة أيام أخرى من التحقيق.