اعتبر ياسين المنصوري أن المغرب مهدد بكل من الوهابية المتشددة التي تنطلق من السعودية، وبالتشيع الذي تنشره إيران. وأكد مدير مديرية الوثائق والمستندات، في تصريحات أدلى بها لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن كلا التوجهين عدوانيان، مضيفا أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يمثل مشكلا كبيرا يؤرق مضجع المغرب، على اعتبار أن «الرياح تهب على أشرعة التطرف الإسلامي، الذي يظل مصدر خطر». وعلق المنصوري على المعتقلين السياسيين الستة في إطار قضية بلعيرج بالقول إنهم «يستغلون أنشطتهم السياسية كغطاء لأنشطة إرهابية»، وقال: «لم يكن هدفنا هو حل أي حزب سياسي. ثمة قانون يتعين اتباعه». ومن جانبه، صرح وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، للصحيفة الأمريكية بالقول: «إننا ندرك أين تكمن المخاطر المحدقة باستقرارنا. ونعرف أن الأطفال يستمعون إلى تلك الخطابات الإسلامية، وعلينا التصرف بسرعة». وأشارت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الصادر أول أمس الخميس تحت عنوان «التطرف الإسلامي يبطئ من وتيرة الإصلاحات المغربية»، أن الملك محمد السادس خفض من وتيرة التغيير تحت ضغط التطرف الإسلامي، وبذلك فإن السلطة تظل متمركزة لدى القصر، والديمقراطية صورية أكثر مما هي حقيقية. وذكر المقال أن المغرب يعتبر نموذجا للدول الإسلامية التي تتميز بالانفتاح والليبرالية، ويمكنه أن يسد الفراغ الموجود بين دول الشرق الأوسط وإسرائيل، وقالت إن الملك رسم لنفسه صورة الحداثي والإصلاحي، من خلال الاستثمار بشكل كبير في التنمية الاقتصادية، والتخفيف من القيود المفروضة على وسائل الإعلام، ومنح المزيد من الحقوق للنساء وتسليط الضوء على بعض أسوأ الانتهاكات التي تعرضت لها حقوق الإنسان في الماضي. واعتبر كاتبا المقال أن تلك الخطوات تظل بارزة في منطقة تعرف هيمنة الدولة على كل مناحي الحياة كما هو عليه الحال في الجزائر وتونس وليبيا ومصر. وأوضح المقال أن حملة اعتقال الإسلاميين أضرت بسجل المغرب في مجال حقوق الإنسان، إذ يتعرض المعتقلون، حسب الصحيفة الأمريكية، لمعاملة سيئة، حيث تعرض بعضهم للتعذيب باستخدام «القرعة» فيما تم كسر أيدي البعض الآخر. وكشفت الصحيفة أيضا أن القصر هو الذي خلق حزب الأصالة والمعاصرة، اعتمادا على فؤاد علي الهمة، كاتب الدولة في الداخلية سابقا، ليضمن عدم تحالف العدالة والتنمية مع الاشتراكيين.