كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المسؤول الاستخباراتي السابق بجهاز «CIA»، «كيل فوغو»، تلقى سنة 2003 «طلبا غير معتاد» من موظفين بذات الجهاز من أجل مساعدتهما على إقامة معتقل سري بالمغرب، ضمن سلسلة معتقلات سرية أخرى موزعة على مجموعة من البلدان. وحسب ذات الصحيفة، فإن المعتقل الذي أقيم في المغرب، يوجد في منطقة نائية وتمت تهيئته ليتسع فقط لستة من أخطر المعتقلين في قضايا الإرهاب بالعالم، وبهندسة تشبه باقي المعتقلات الأخرى التابعة للولايات المتحدة بحيث لا يستطيع المعتقلون تحديد خصائص المكان الذي يوجدون به. وأضافت الصحيفة أن هذا المعتقل لم يتم بعد الشروع في استغلاله. وكان «فوغو» حين تلقيه ذلك الطلب يترأس بفرانكفورت أهم قاعدة تموينية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأوربا، وعُرفت عنه سلطته النافذة في مختلف مناطق العالم، إذ لم يكن يجد أية صعوبة في نقل طائرة شحن إلى مختلف مناطق العالم، والحصول بسهولة كبيرة وبسرعة على شحنات الأسلحة والطعام والأموال التي تحتاجها وكالة الاستخبارات المركزية، الأمر الذي سهل عليه مهمة إعداد المعتقلات في بلدان خارجية. ورغم أن وجود شبكة من السجون السرية الخاصة باعتقال قادة تنظيم القاعدة واستجوابهم في مختلف مناطق العالم أصبح أمرا معروفا، إلا أن التفاصيل المتعلقة بتلك المعتقلات ظلت محاطة بسرية كبيرة، بما في ذلك الطريقة التي شيدت بها وموقعها وطبيعة الحياة داخلها، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذا الأمر. وجاء في مقال الصحيفة الأمريكية أن عدد المعتقلين في تلك السجون السرية لا يتجاوز مائة معتقل، وكانت كل زنزانة مهيأة بكيفية تحول دون تعرض المعتقلين للإصابات أثناء عمليات الاستنطاق (أرضية مضادة للانزلاق وجدران مكسوة بمادة لينة بحيث تخفف من قوة الإصطدام بالحائط في حالة تم صفع المعتقلين). كما أن الزنازن الانفرادية، التي يقضي داخلها المعتقلون 23 ساعة يوميا، تم تصميمها لتكون بعيدة عن بعضها البعض والحيلولة دون التواصل بين نزلائها. والغريب أن «فوغو»، الذي أشرف على إعداد كل تلك المعتقلات يقضي حاليا عقوبة سجنية لمدة ثلاث سنوات بولاية كنتوكاي، بعد أن أثبتت التحقيقات أنه متورط في قضايا رشوة خاصة بإقامة تلك السجون نفسها، بحيث كان يتلقى رشاوى وهدايا من المؤسسات التي أشرفت على تجهيز تلك السجون.