كشفت جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن مصالح الاستخبارات الأمريكية «سي.آي.إيه» تستخدم ثلاثة معتقلات سرية لاستنطاق المشتبه في علاقتهم بقضايا ذات صلة بالإرهاب، تستوعب ستة أشخاص، أحدها يقع قرب شارع مكتظ يضج بحركة المرور في العاصمة الرومانية بوخاريست، والثاني عبارة عن بناية ذات واجهة حديدية توجد في موقع خاضع لحراسة مشددة في المغرب دون تحديد اسم المدينة التي يوجد فيها، وترجح الفرضيات التي اعتمدتها الجريدة أن المعتقل المغربي لم يستقبل بعد أي معتقلين ولم تستخدمه عناصر الاستخبارات الأمريكية بعد، فيما لم تنته الأشغال في المقر الثالث بإحدى دول الشرق الأوسط. وعمل فوغو الملقب ب«داستي» بين زملائه في وحدة خاصة بفرانكفورت، وتمتع بكافة السلطات التي تتيح له التحرك في أي دولة في العالم، مجهزا بطائرة شحن لتزويد وحدات الوكالة بوسائل التموين، كما أشرف على وحدات التجسس الخاصة في كل من العراق وأفغانستان. ونقلت «نيويورك تايمز» عن كايل فوغو، مدير مصلحة «سي.آي.إيه» في أوربا، أنه زار هذه المواقع الثلاثة وتابع ورشات بناء مراكز الاستنطاق لانتزاع الاعترافات من أخطر المعتقلين المتابعين بتورطهم في قضايا الإرهاب الدولية. وأضاف فوغو للجريدة أن المهندسين راعوا في تصميم هذه المعتقلات أن تكون متطابقة تماما في الشكل الهندسي لكي لا يتمكن السجناء من معرفة ما إن كان قد تم ترحيلهم أم لا، حيث يتم وضعهم داخل زنزانات معزولة تجعلهم غير قادرين على التواصل في ما بينهم، ويتولى رجال المخابرات استجوابهم لمدة 23 ساعة متواصلة. ولم تعلن «سي.آي.إيه» أبدا عن عدد المعتقلين الذين تستجوبهم عناصرها، لكنه قدر عددهم في أقل من 100 سجين. وعن مواصفات الزنازين التي تضمها هذه المعتقلات، كشف المسؤول الاستخباراتي أنه تم تصميمها بشكل لا يؤدي إلى إصابة المعتقلين بجروح أثناء استنطاقهم، وتم تجهيز مركز المعتقل بممرات مضيئة تجعل من الصعب على السجناء أن ينعموا بالنوم، فيما صنعت الجدران من مادة خشبية مرنة تمتص الصدمات أثناء ضرب المعتقلين.