يتساءل العديد من المتتبعين والمهتمين بشأن النقل بالدارالبيضاء عن سبب إقبار مشروع تهيئة المحطة الطرقية أولاد زيان، والذي كان سيرقى بها الى مصاف المحطات الطرقية العالمية التي تشرف العاصمة الاقتصادية خاصة والمغرب عامة. هذا المشروع الذي وضعته الشركة المسيرة للمحطة حاليا بعد وضع الفكرة على مكتب للدراسة خاص، نتج عنه مشروع مهم يخص إضافة أرصفة جديدة لوقوف الحافلات تصل الى 33 رصيفا إضافيا. إدخال المعلوميات الى شبابيك التذاكر. إذ لا يعقل أن محطة في مدينة من حجم الدارالبيضاء مازالت شبابيكها تعتمد على طريقة بدائية عرفتها منذ الاستقلال، في حين أن شركات النقل الأخرى اقلعت عن هذه الطريقة كالمكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية للنقل. وبعض الشركات الخاصة. أيضا يشمل مشروع إعادة هيكلة المحطة ، إعادة تأهيل المركز التجاري الذي أصبح مرتعا لكل منحرف ولكل من لا يتوفر على مسكن خصوصا بالليل. فالمقاهي بهذا المركز تعمل ليل نهار دون حسيب ولا رقيب. أما المتاجر التي توجد في مدخل المحطة فتعمل في تسيب وفوضى تتجلى في احتلالها لمساحات كبيرة تملؤها ببضائعها. المشروع أيضاً يحمل حلولا جذرية لمسألة السلامة والأمن والنظافة، بتفويت كل ذلك لشركات خاصة ومختصة. هذا المشروع وضعت له الدراسات ميزانيةلتنفيذه تقدر بمليار سنتيم. وعرض على ساجد رئيس الجماعة الحضرية في ولايتها الأولى مع التزام الشركة بالقيام بكل هذه الإصلاحات مقابل تمديد عقدها في تسيير المحطة الطرقية على قدر هذه الميزانية، إلا أن عمدة الدارالبيضاء طلب عرض المشروع على مكتب دراسات آخر، الذي أضاف مبلغ 700 مليون سنتيم لتحقيقه، وهو ما قبلته الشركة. ولم يعد يفصل الشروع فيه سوى قرار الجماعة الحضرية. وبعد مدة ستتوصل الشركة بخبر آخر وهو أن الجماعة الحضرية للدار البيضاء هي التي ستمول المشروع وتشرف عليه. ومنذ تاريخ القيام بالدراسات اللازمة ووضع المشروع سالما وسليما وهو 2008/7/25 وهو حبر على ورق بعد أن جمدته الجماعة الحضرية، بدعوى أنها هي التي ستقوم به. الجريدة انتقلت إلى المحطة الطرقية أولاد زيان واتصلت بمديرها الذي أكد لنا جميع هذه المعطيات. وأكد أن الشركة مازالت وفية لا لترؤسها. وإذا ما قرر المجلس الجماعي الجديد منحنا هذا المشروع، فإن شركتنا مستعدة من الغد لفتح أوراشه. كما تفاجأ من إقبار مشروع إصلاح من هذا الحجم، خصوصا وأن جميع الظروف مهيأة، وكل الاجراءات الدراسية واللوجستيكية قد مرت. وتأسف مدير المحطة على الأحوال التي وصلت إليها محطة طرقية لأكبر مدينة بالمغرب علما يضيف المدير بأنه ستصبح أكبر محطة بإفريقيا إن تمت الإصلاحات. أما الكاتب العام لشغيلة النقل الطرقي للمسافرين ورئيس المجلس النقابي المشترك لنفس الشغيلة عبد العالي خافي، فتساءل عن السبب الحقيقي الذي جمد هذا المشروع وأقبره، وهو الذي جاء ليعطي وجها مشرفاً للمدينة والمغرب. وتساءل أيضاً عن انقطاع ذلك الحماس الكبير الذي كانت تبديه عمالة الفداء درب السلطان سابقاً في عهد العامل السابق الذي يضيف المتحدث أنه كان دائم الزيارة لهذه المحطة بخلاف اليوم،مؤكدا أن ما تعرف المحطة اليوم لا يشرف مدينة من حجم الدارالبيضاء. فكل الخروقات موجودة وكل أنواع الفوضى وجدت مكانا لها بهذه المحطة. بالداخل أو عند مدخلها أو في محيطها، مناشدا المسؤولين المنتخبين في مجلس الجماعة الحضرية الحالي، العمل على إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ ولا يهم من يكون صاحبه: الجماعة الحضرية أو الشركة المسيرة. المهم عند البيضاويين هو الشروع في إنقاذ محطتهم. وبالتالي تسهيل عملية السفر أو الوصول لكل المواطنين المغاربة. وتحسين صورة المغرب لدى بعض المسافرين الأجانب الذين يتكاثر عددهم في المناسبات والعطل، وأكدت لنا بعض المصادر من داخل المحطة أن هناك لوبيا خطيرا بهذه المحطة يسعى بكل الوسائل لمنع مثل هذه الإصلاحات، لأنه هو الخاسر الأكبر منها. وجميع المتتبعين والمهتمين بهذا المجال ينتظرون موقف الأعضاء الجدد لمجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء من هذا الملف الكبير.