«طموحنا إرضاؤكم» شعار رفعه ويرفعه المكتب الوطني للسكك الحديدية في تواصله مع زبنائه، لكن إرضاء الزبون الذي يستعمل في أسفاره القطار يتطلب أولا، أن يوفر له هذا المكتب مقعدا لكل زبون، حتى لا يقطع المسافة التي أدى ثمن فاتورتها واقفا. ويتطلب ثانيا أن يُوفر له المكتب الوطني للسكك الحديدية تكييفا ملائما في الشتاء كما في الصيف، كي لا يقطع الزبون المسافة التي أدى ثمن فاتورتها وهو إما يقشعر من البرد أو غارقا في العرق. ثم يتطلب الأمر، ثالثا أن تأتي القطارات في وقتها وتنطلق في وقتها وتصل في وقتها. ولكي نتوقف فقط عند هذه المتطلبات الثلاثة، وهي المفروض أن تكون كضرورة وليست كماليات في الإرضاء، ومادمنا في الصيف، فإن الملاحظ هو أن أغلب هذه المتطلبات، وأحيانا كلها، غير متوفرة، فالتأخيرات في المواعيد متواصلة، والمكيفات أغلبها لا يشتغل، والزحام في الردهات وقرب الأبواب حيث يقف الذين لم يجدوا لهم في القطار مقعدا، على أشده. فمتى يستطيع المكتب الوطني للسكك الحديدية أن يُرضي زبناءه إذن؟!