كرس تألق عدد من العدائين المغاربة الواعدين في الدورة الثانية من ملتقى طنجة الدولي لألعاب القوى، الذي احتضنه ملعب مرشان مساء الأحد، الرغبة التي تحذو المشرفين على هذه التظاهرة في الرقي بها إلى مستوى العالمية. فقد مكن هذا اللقاء عددا من العدائين المغاربة، والأجانب على السواء، من تحسين توقيتهم الشخصي والاستعداد إلى المقبل من التظاهرات الدولية بندية مع متسابقين من عيار ثقيل، أضفت مشاركتهم قيمة مضافة على هذا الملتقى الرياضي، الذي يشق طريقه بثبات نحو العالمية. نتائج مغربية واعدة أكد رئيس اللجنة المنظمة لملتقى طنجة الدولي لألعاب القوى العداء العالمي والأولمبي هشام الكروج، في تصريح صحافي، أن اللجنة المنظمة يحذوها طموح كبير في الذهاب بهذا الملتقى بعيدا، وجعله من بين أكبر الملتقيات الرياضية على المستوى العالمي. واعتبر أن النتائج المسجلة في مختلف منافسات هذا الملتقى من طرف العدائين المغاربة تبعث على التفاؤل حول مستقبل ألعاب القوى الوطنية، مبرزا تحسن الأرقام الشخصية لعدد من العدائين بين الدورتين السابقة والحالية. ويرى هشام الكروج، بعين الخبير، أن النتائج المسجلة خلال هذه الدورة تبشر بالخير وبإمكانية أن يحصد العداؤون المغاربة ميداليات من مختلف الألوان خلال مونديال برلين، الذي لا يبعد إلا بأسابيع قليلة. وأعرب عن أمله في أن يتمكن العداؤون من الحفاظ على لياقتهم البدنية واختتام الموسم بتتويج تستحقه ألعاب القوى المغربية. وشاطر عزيز داورة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، هذا الأمل الذي يبعث على الاعتزاز بمستوى أم الألعاب بالمغرب. وأكد داودة أن مبعث الفخر يكمن في الطريقة التي خاض بها مجموعة من العدائين الواعدين هذا الملتقى، والندية التي أبانوا عنها لاحتلال مراكز متقدمة في سلم الترتيب، وخوضهم منافسة شرسة مع عدائين عالمين أمثال الأمريكي بيرنارد لاغات. وقد تمكن العداؤون المغاربة من نيل الميداليات الذهبية في سباقات200 م و3000 م موانع و800 م والوثب الطولي، ولدى السيدات في800 م و1500 م و400 م موانع، بالإضافة إلى ذهبية الوثب الطولي رجال، واحتلال مراكز متقدمة في1500 م. دورة تحطيم الأرقام الخاصة بالملتقى أبرزت سبورة النتائج مع نهاية المنافسات تحطيم عدد من الأرقام القياسية الخاصة بملتقى طنجة الدولي لألعاب القوى، حيث وبعد الدورة الثانية، عرفت بعض الأرقام تحسنا بفضل مشاركة عدائين من عيار ثقيل ورقي مستوى بعض العدائين المغاربة. ولم تمر مشاركة الأمريكي بيرنارد لاغات دون أن يكتب هذا الأخير إسمه بماء من ذهب في سجل ملتقى طنجة، إذ حطم الرقم القياسي الخاص بالملتقى في مسافة 1500 م الذي كان بحوزةالمغربي محمد مستاوي (3 د و34 ث و64 ج م) بقطعه المسافة في ظرف3 د و32 ث و56 ج م. كما اغتنم المغربي جمال الشطبي انسحاب القطري شاهين سيف سعيد بعد سقوطه في موانع3000 م، ليحطم الرقم القياسي للملتقى ورقمه الشخصي، بعد عبور خط النهاية في زمن8 د و8 ث و86 ج م. وبالرغم من الرياح القوية (أزيد من5 أمتار في الثانية) ومعدل الرطوبة المرتفع (65 بالمائة)، تمكن العداء كريس براون من الباهاماس من تحسين الرقم القياسي للملتقى في400 م بحوالي ثانية حينما سجل زمنا قدره45 ث و61 ج م. كما تألق العداء المغربي أمين لعلو في سباق800 م بتحطيمه الرقم القياسي للملتقى والذي كان بحوزته، قاطعا مسافة السباق في ظرف1 د44 ث و56 ج م. وحققت العداءات المغربيات نتائج طيبة في مختلف المنافسات، حيث تمكن من الفوز بالميداليات الذهبية في ثلاثة سباقات من أصل خمسة، وذلك من خلال تألق حسناء بنحسي (800 م) ومريم العلوي السلسولي (1500 م) وحياة لمباركي (400 م حواجز) ملتقى يشق طريقه بثبات لحظات بعد عبوره خط نهاية سابق1500 م، قال برنارد لاغارت إن مشاركته في ملتقى طنجة حركها دافع شخصي، يتمثل في خوض سباق رائع وتحقيق نتيجة جيدة فوق أرض المغرب، ودافع قومي يكمن في دعم مثل هذه الملتقيات، التي تساهم في النهوض بمستوى اللعبة بالقارة الإفريقية، مؤكدا أنه يأمل العودة خلال السنة المقبلة للمشاركة في ملتقى طنجة. من جانبه، اعتبر عزيز داودة أن الملتقى أكد نجاحه من خلال الحضور المكثف للجمهور وتشجيعه المتواصل طيلة المنافسات، وهو دليل على نجاح الملتقى في دورته الثانية، فضلا عن أن النتائج المسجلة تجعل ملتقى طنجة في مصاف الملتقيات الرياضية الدولية بالقارة الإفريقية. وأشار إلى أن طريقة التنظيم وحجم المشاركة تشرف ألعاب القوى الوطنية، وتشكل حافزا يحرك المنظمين للعمل أكثر خلال الدورات المقبلة للسهر على ضمان النجاح المتواصل للملتقى. في الإطار ذاته، أبرز رئيس اللجنة المنظمة العداء العالمي هشام الكروج أن الملتقى يوجد اليوم في مرحلة النمو والتطور، ما يتعين معه تضافر الجهود محليا ووطنيا، والتفكير في الإسراع بإنجاز البنيات التحتية الرياضية بمعايير عالمية بمدينة طنجة، لاحتضان الملتقى مستقبلا تحت لواء الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وأضاف «لدينا ثقة كبيرة في تطور هذا الملتقى مستقبلا».