يكشف سلوك المندوب المكلف بالصناعة التقليدية بالقنيطرة (انظر الخبر جانبه) عن استشراء المزاجية والسخرية المرة في الحياة العامة، والافلات من ....العقال. فقد طلب الرجل من أحد المرشحين للغرفة الصناعية الخدماتية ، شهادة إدارية وشهادة الضريبة الخاصة بالشركة وشهادة حول رقم المعاملات والحصيلة السنوية .. وكان من الممكن أن يطلب منه فصيلته الدموية، وعدد الثعابين السامة في منطقة صخور الرحامنة ( من باب المثال فقط )، وجنس الملائكة ، هل هم ذكور أم إناث.. إلخ ، ومع ذلك إذا قدر لهذا المرشح الاتحادي أن يجيب عن كل هذه الاسئلة ، فقد يقع له ما وقع لذلك الطالب الإفريقي في طائرة العنصريين. يقال بأن طائرة أصيبت بعطب في السماء ، فقرر الربابنة أن يتخلصوا من أحد الركاب حتى يستقيم عودها. فبدأوا بالطالب الأول وسألوه عن عاصمة فرنسا، فأجاب، طبعا بأنها باريس، فعاد إلى مكانه، والثاني سألوه عن عاصمة روسيا فأجاب وعاد إلى مكانه، أما الطالب الافريقي فقد سألوه : كم عدد سكان الصين، واذكر كل واحد باسمه ! فما كان منه إلا أن قال لهم : «وا گولو لي اتلاح وصافي» ! وهذا ما يريده المندوب في هذه البلاد، التي لا عطب في طائرتها، ولا عنصريين ( حسب علمنا ) في طاقمها ... وليست مهددة بالسقوط ، اللهم إلا إذا كان هذا المندوب يريد بالفعل أن يعتبر بأن مزاجه هو الذي يتحكم في البلاد. وتلك قصة أخرى أكبر منا... ومنه !