لم تستسغ حوالي 50 مغربية يشتغلن مضيفات لدى الخطوط الجوية «اليمنية»، الطريقة التي تعاملت بها السفارة المغربية بالعاصمة صنعاء مع قضية «فقدان» زميلتيهن خديجة السراج وزينب بكير. وكشفت مصادر مغربية من اليمن فضلت عدم ذكر اسمها أن المضيفات المغربيات، اللائي يشكلن جزءا من الجالية المغربية هن من أخذن المبادرة واتصلن بالسفارة المغربية لأجل إقامة تأبين لخديجة السراج وزينب بكير. وشبه المغاربة، ممن حضروا التأبين، الذي أقامته السفارة على مضض، أنه كان أشبه بحفل «خطوبة» أو «زواج»! وقالت ذات المصادر إن العناصر المؤثثة للتأبين هذا الذي افتتحه السفير المغربي لوحده في الساعة التاسعة صباحا وغادره قبل التحاق عدد من الشخصيات الأجنبية واليمنية لانشغالاته، حسب نائبه كانت عبارة عن «عصير، ورود، ماء مثلج، وأربع كراسي» فقط، كما ضاق المكان بالمعزين الذين افترش بعضهم الدرج والأرض! وتأسفت، المضيفات المغربيات ل«السلوك الإداري» لأحد الموظفين بالسفارة المغربية بالعاصمة اليمنية، الذي لم يأبه لوفاة المغربيتين، وكأن لسان الحال يقول «لي باغا يموت إيموت»!! واعتبرن سلوكه، إزاء فقدان المضيفتين المغربيتين، امتدادا لبعض الظواهر السلبية المميزة للوظيفة العمومية بالمغرب! وفي الوقت الذي ثمنت فيه المضيفات المغربيات أمر توجيه رسائل المواساة من قبل جلالة الملك محمد السادس لأسر المفقودتين، أشارت إلى أن السفارة المغربية في صنعاء، التي هي أولا وأخيرا في خدمة الجالية، لم تكلف نفسها اقتراح كنس العلم المغربي فوق بنايتها مواساة للجالية المغربية في اليمن لفقدهما، وتخوفن من تنفيذ التهديد «بترحيلهن»، كما جاء على لسانهن، إذا ما تم تسريب تفاصيل ما وقع. وأفادت مصادر مطلعة بأنه من المحتمل أن توجه في القادم من الأيام إلى الديوان الملكي، وزارة الخارجية المغربية، والوزارة المكلفة بالجالية المغربية، رسالة مذيلة بتوقيعات عدد من الفعاليات من الجالية المغربية باليمن، تقدم فيها تفاصيل ما أوردناه بخصوص تعامل المصالح الديبلوماسية المغربية مع مبادرة المضيفات المغربيات. وهذا الوضع جعل جزءا كبيرا من الجالية المغربية في اليمن يعيش انفصاما بين الأسلوب الذي تعامل به سفراء عدد من الدول مثل تونس، لبنان، اندونيسيا، الذين اتصلوا بمقر الاقامة الجماعية للمضيفات المغربيات لتقديم المساندة والتضامن معهن في محنتهن، وطريقة التعامل داخل أسوار السفارة. وللإشارة سبق لسفارة المغرب في صنعاء، أن أكدت ، الثلاثاء الماضي، في مراسلة وجهتها إلى وزارة الخارجية المغربية، خبر وجود مغربيتين ضمن ركاب الطائرة التي تحطمت الساعات الأولى ذات اليوم، قبالة جزر القمر في اتجاهها الى موروني بجيبوتي. وأشارت ذات المراسلة إلى أن الأمر يتعلق بمضيفتين مغربيتين، لم تتجاوزا عقديهما الثالث، وهما خديجة السراج منحدرة من مدينة سلا وزينب بكير من مدينة سطات. وكانت عائلتا خديجة وزينب قد توصلتا بخطاب من وزارة الخارجية يفيد بوفاة المضيفتين المفقودتين مما خلق حالة من الحزن والاسى المسبق لدى أفراد الأسرتين في غياب جزم تام بموتهما.