تضايق عدد من البيضاويين للأحداث التي تقع يوميا بقلب مدينة الدارالبيضاء، حيث انتشر الكثير من الشباب على جنبات الشوارع والازقة يشربون «لانكول» او «الماحيا»، ويشمون السيليسيون بانتظار المارين قربهم للوقوف عليهم، واعتراض سبيلهم قصد الحصول على بعض الدراهم لإتمام سهرتهم، دون تدخل أمني واضح. وقد عبر عدد من المواطنين عن استيائهم مما اصبح عليه الحال بقلب المدينة، حيث لم يعد الأمان صفة ملازمة لاهم شوارع المدينة الرئيسية خاصة بمنطقة سيدي بليوط وانفا، وحتى المعاريف لم تسلم من هذه الظاهرة. وقد عزا مهتمون بروز هاته الظاهرة على الواجهة البيضاوية خاصة في فترة الصيف، إلى «تساهل» الدوريات الأمنية معهم، لأنهم يعتبرون من وجهة نظر خاصة بمثابة «متسولين»، وهذا يدخل في اختصاص دوريات مكافحة التسول التي يبدو انها انكمشت عن مهامها، ولم يعد يظهر لسياراتهم اثر في جل احياء المدينة، مما يعطي الانطباع بظهور أولى ملامح فشل مقاربة محاربة التسول رغم الميزانية الضخمة التي رصدت لذلك. وانزعج العديد من البيضاويين في الفترة الأخيرة من جرأة هؤلاء الشمكارة المتسولين حيث يمارسون انشطتهم علنية وفي و سط شوارع وازقة مهمة من المدينة كشارع محمد الخامس والجيش الملكي ، ورحال المسكيني، وغيرها. اضافة إلى عربداتهم وهيجانهم احيانا. اذ اصبح منظر احدهم وهو يمسك قنينة «لانكول» في يده ويسب ويلعن بصوت مرتفع ، عاديا، وإن حدث ومرت دورية للشرطة سواء بالسيارة او على الدراجات، فإنهم يقتصرون حسب العديد من شهادات المتضررين فقط على عبارة «سير فحالك» !! لينسحبوا كأنهم أتموا مهمتهم بنجاح ، أو أن الأمر لايعنيهم ولا يستحق تعاطيا آخر أكثر فعالية !! وارتباطا بموضوع التسيب و« العربدة» في شوارع المدينة، فقد أكد عدد من البيضاويين بأن قلب المدينة مقسم الى مجموعة من النقط السوداء تتفاوت خطورتها على المواطنين، واصبحت معروفة. فقرب حديقة الجامعة العربية يتواجد لصوص يعترضون طريق المارة لسلبهم أغراضهم. نفس الشيء بشارع للا الياقوت والأزقة المجاورة... حيث يتمركز سارقو الهواتف النقالة الذين يبدو انهم احترفوا عملية اقتناص الضحايا، إضافة إلى تربص بعضهم بعدد من الحانات لاصطياد السكارى ومضايقتهم، دون أن يجدوا من يردعهم او يثنيهم عن أعمالهم! يحدث ذلك امام مرأى ومسمع من مواطنين اخرين الذين يكتفي اغلبهم بعبارة «اللهم ان هذا منكر.. الشفرة عاين باين»! ثم ينصرفوا الى حال سبيلهم، وقد يأتي الدور عليهم لاحقا! انعدام الامان بقلب المدينة كان له تأثير واضح في تصرفات بعض المواطنين الذين لم يعودوا يستطيعون التجول لوحدهم، حيث يضطر بعضهم الى التجوال رفقة احد اصدقائهم او اكثر، في حين فضل آخرون التزود بأسلحة بيضاء كالسكاكين و«لاكريموجين» ( بخاخ يستعمل لرد كل اعتداء أوهجوم ..) وذلك تحسبا لأي تهديد او اعتراض قد يطالهم في ظل هاته الاوضاع. تساءل عدد من البيضاويين عن هذا الوضع، وهذا التمادي في ظهور مجموعات الشمكارة ومعترضي الطريق واللصوص، خاصة في الفترة الصيفية، هل سيستمر الحال على ماهو عليه؟ أم ان تدخلات حاسمة في المستقبل القريب ستعيد لقلب المدينة هيبته وإشعاعه، وتوفير الراحة والأمان للمواطنين الذين يعتبرون قلب المدينة نقطة رئيسية في الطريق الى مساكنهم من محلات عملهم؟!