تعرف العديد من الاحياء بمدينة مكناس انفلاتا أمنيا حقيقيا مشوبا بالعديد من التجاوزات والاعتداءات على المواطنين، والتي غالبا ما لا يتم الابلاغ عنها لدى السلطات الامنيية المختصة . فقد أصبح قدر المواطن المكناسى أن يعيش رعبا حقيقيا من خلال واقع اللاأمن المرخي بظلاله على العديد من النقاط السوداء بالمدينة خصوصا بالاحياء الهامشية واحزمة الفقر التى تعرف تفشي العديد من الظواهر الجانحة والخارجة عن القانون، فجولة عادية عبر هذه الأحياء تعطي انطباعا سوداويا عن عمق الإشكال الامني ومدى الاستهتار بأمن وسلامة المواطنين من طرف الجائحين والمجرمين المسلحين بالاسلحة البيضاء من سكاكين وسيوف. فما وقع مؤخرا بحي المنصور 2 يدل على مدى الاستهتار بحياة وراحة المواطنين من طرف المنحرفين والمجرمين الذين اتخذوا من الفضاءات الفارغة والزوايا المعتمة أمكنة لاعتراض سبيل المارة والاعتداء عليهم، فحادث الاعتداء على أحد المواطنين الذي استنكر التصرفات الخارجة عن القانون لأحد المنحرفين المعروف بعدوانيته وساديته، والذي يستغل الفضاء المجاور لمدرسة المنصور لاقتراف جرائمه وفي تحد سافر للمواطنين والسلطة، معتبرا نفسه فوق القانون باسطا سطوته على الجميع . ونقلا عن شهود عيان وعن رب العائلة المتضررة والمعتدى عليها، لم يستسلم الجانح للشرطة الا بعد إنزال التعزيزات الامنية لاعتقاله. فنموذج حي المنصور2 ينطبق على اغلب الاحياء بالمدينة، والتى ما ان يرخي الظلام سدوله حتى تتحول تلك الاحياء الى حلبات مفتوحة للعراك والسب والوعيد والتلفظ بساقط الكلام، اضافة الى استعمال كل الاسلحة المتوفرة من سكاكين وسيوف ضد المواطنين العزل. فالانتشار اللافت للنظر لمؤشر الجريمة يحتم على الجهات المسؤولة مضاعفة الجهود لتطويق الانعكاسات السلبية لها، بالاضافة الى تعزيز الدوريات الامنية ومدها بوسائل العمل اللازمة ماديا ومعنويا للقيام بواجبها الامني على اكمل وجه ، خصوصا وان نوعية المجرمين والجرائم المقترفة تتطلب تعزيز الجانب اللوجيستيكي لهذه الفرق حتى تتمكن من القيام بواجبها على اكمل وجه لإرجاع الطمأنينة لساكنة الاحياء التي تعرف ارتفاعا ملحوظا لمؤشرات الاجرام.