يبدو أن ديمقراطية الهراوات والسيوف والحجارة والكلاب المفترسة والمدربة، وديمقراطية الحجز والاختطاف، أي ديمقراطية القوة العضلية، ثم ديمقراطية قوة المال و شراء الذمم، لم تقتصر ولن تقتصر على الشوط الأول من استحقاق 12 يونيو، بل إن الشوط الثاني منها المتعلق بالتحالفات وتشكيل المكاتب الجماعية والظفر بالرئاسة والعمودية، يبدو أنه سيكون أكثر سخونة، كما اتضح ذلك من جرائم الاعتداءات والاختطافات التي برزت في الأيام الأولى التي أعقبت ظهور النتائج، وأيضا من الأخبار التي تتحدث عن «تهريب» المستشارين إلى هذه المنطقة أو تلك، لترتيب «التشكيلات» بالشراء أو بالتهديد أو بالقوة أيضا. والحقيقة أنه في بلد، حيث يمكن للحزب الذي يظهر أخيرا أن يصبح هو الفائز الأول، وبسرعة أكبر حتى من سرعات «الكوكوت مينوت» السابقة والمعروفة، والتي غاب الحديث عنها هذه المرة، مع العلم أن كل أحزاب «الكوكوت» السابقة لم تستطع أن تنجز في مثل هذا التوقيت القصير جدا ما أنجزه «الحزب الأخير»، مما يجعله يستحق الدخول الى كتاب تحطيم الأرقام القياسية، قلنا إنه في بلد فيه مثل هذه «الظواهر» يبدو أن كل شيء يتكرر ولا شيء يتغير، فالفساد والإفساد بكل تجلياتهما، هما هما، مالا وقوة عضلية، وعصابات وجرائم.... والضحية هي هذه الديمقراطية التي تحمل من الندوب والسيكاتريسات ما يجعل وجهها مشوها، رغم عمليات التجميل التي تطولها عادة في قاعات الجراحة التلفزيونية.