بدأ العد العكسي لانتخابات 12 يونيو 2009، وبدأت تظهر معه سياسة «القلاع» و«المحميات» التي ينهجها بعض المرشحين الذين بات لايفصلهم أي جدار عن حكم العصابات، وتجار المخدرات ومهربي الأسلحة، حيث يستخدم هؤلاء مختلف وسائل الحرب (السيوف والهراوات والأفواه الشرسة والمياه الوسخة) لمنع المنافسين من الدخول إلى معاقلهم.. إلى درجة أن بعض مدراء الحملة الانتخابية، من هذا الحزب أوذاك، يفضلون النفاذ بجلودهم خوفا من التعرض إلى هجمات منظمة بإمكانها- إذا اشتدت- أن تقودهم إلى المشرحة، وفي أحسن الأحوال إلى المستعجلات، لا لشيء إلا لأنهم آمنوا بأن الاقتراع تنافس ديمقراطي، قائم على قوة المرشح ومصداقية الحزب الذي ينتمي إليه وقابلية البرنامج الذي يقترحه لتتحقق على الأرض. وحتى لا يتحول «الفيدورات» إلى سادة أحياء، وحتى لا يتطلب الشروع في الحملة الانتخابية، الحصول على «تأشيرات دخول» للالتقاء بالناخبين ومحاورتهم والعمل على استمالتهم لهذا اللون الحزبي أو ذاك، لا بد أن يقتنع «أصحاب المحميات» ومقاتلوها الأوفياء بأن المراهنة على القوة العضلية، أو قوة المال، لن تخدم المدينة أو الحي، ولن تخدم التنمية المحلية، ولن تخدم إلا الحفر والتلوث والفساد بكل تفاصيله، المعلنة والمضمرة..