لم يتوقع ممثلو الأحزاب السياسية الموقعة على تحالف لإنقاذ الرباط من الفساد، أن يداهموا من قبل ما يقارب 17 من ضباط الشرطة القضائية، وهم يتداولون سبل تنفيذ هذا الحراك السياسي عقب الإعلان عن نتائج اقتراع الجمعة الماضية. فعندما كان عدد من الفاعلين في هذه المبادرة يتداولون بمنزل السيد الكرومي بحي الرياض، داهم 17 من عناصر الشرطة القضائية المنزل بشكل عنيف، في حين تمركز باقي رجال الأمن حوالي ڤيلا السيد الكرومي ومداخل الأزقة المؤدية إليها. وقدر الحاضرون مجموع رجال الأمن الذين حاصروا الڤيلا ب 33 عنصرا، وعند الدخول وقف صاحب المنزل يستفسر، فكان نصيبه دفعة قوية إلى الداخل: «الشرطة القضائية»، قال الضابط دون أن يدلي بوثيقة تفيد بوجود إذن وكيل جلالة الملك لمداهمة منزل الغير وتفتيشه. وبدأ ضباط الشرطة يعبثون بوثائق صاحب المنزل. واحتج السيد الكرومي قائلا: «هذه وثائقي الخاصة»، فوكزه الضابط وقال له: « أسكت أيها الز....». واتضح أن ضباط الشرطة القضائية كانوا يبحثون عن أموال، بناء على شكاية كيدية، كان وراءها من له المصلحة في زعزعة «تحالف الرباط ضد الفساد». وأثناء التفتيش رن تليفون أحد الحاضرين، وهو ذ. بنمبارك فإذا بأحدهم يساومه بمئات الملايين عسى أن يتخلى له عن رئاسة مقاطعة ما. وضغط السيد بنمبارك، على زر مكبر الصوت في هاتفه ليسمع ضباط الشرطة المكالمة، فما كان منهم سوى أن نصحوه بوضع شكاية! وهو الأمر المستغرب، إذ كيف يداهمون ويطوقون اجتماعا سياسيا عاديا، بناء على شكاية كيدية ولم يهبوا لوقف جريمة مساومة ورشوة أمام أعينهم؟ وأمام صمود ممثلي الأحزاب السياسية واتضاح كيدية الشكوى وتسرع المبادرة من طرف الشرطة القضائية انصرف جيش رجال الأمن بخفي حنين، وتابع منسقو الأحزاب السياسية اجتماعهم لمدة ساعتين، إذ لا يوزع الشرفاء المال ولا يساومون عن عقاعد وأصوات الناس، بل يؤسسون لمبادرة سياسية تهدف إلى إنقاذ عاصمة البلاد من الفساد والتراجع في الأداء، والغياب التام لمجلس المدينة. وقد اتصل عدد من قادة الأحزاب السياسية، معلنين تضامنهم مع تحالف الرباط ضد الفساد. وقد زار مصطفى المنصوري رئيس التجمع الوطني للأحرار، المبادرين وعبر لهم عن تضامنه مع هذا الحراك. وتبقى الأسئلة الملحة التي يطرحها الرأي العام، من الذي يقف وراء هذه الوشاية الكاذبة؟ لماذا لم يحترم ضباط الشرطة القضائية القانون في مداهمتهم لمسكن الغير؟ وتبقى الأجوبة معمقة، لكن هناك من يقترح بعضها. فالذين قاموا بهذا الفعل هم من سيتضررون من تحالف الرباط ضد الفساد. كما أن هذا التحالف قد يكون مقلقا لجهات أخرى