لم يتمكن قطاع الصحة بإقليم الحوز من التغلب على معاناة ساكنة هذا الإقليم الذي تعتبر الشساعة والفقر والأمية والنمو المتسارع بعض تفاصيل حياته اليومية . فبالرغم من مضي أزيد من عقد من الزمن على إحداث مستشفى محمد الخامس بتحناوت بطاقة استيعابية تقدر ب 50 سريرا، حيث مقر العمالة أي وسط الدوائر الأربع التي يتوفر عليها الإقليم وتجهيزه ببعض الآلات والتخصصات ، فإن خدمات هذا القطاع الحيوي مازالت لم تبلغ الحد الأدنى من النتائج ، حيث لاتزال بعيدة عن هموم الساكنة ولم تلامس بعد المشاكل الصحية الحقيقية لغالبية المواطنين خاصة المعوزين الذي لاسند لهم ويتطلعون للإستفادة من الإستشفاء والفحوصات الطبية إقليميا بدل لجوئهم أو ترحيلهم لمستشفيات مراكش . « ما الجدوى من إحداث مستشفى إقليمي إذا لم تستفد ساكنة الإقليم من خدماته؟» يقول احد المواطنين. وتستفيد من خدمات المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالكاد ساكنة دائرتي تحناوت واسني بحكم القرب نسبيا,بينما سكان دائرتي امزميز وايت اورير يتعذر عليهما ذلك نظرا للبعد وصعوبة التنقل إلى هناك وكثرة المصاريف. وما يزيد من صعوبة الولوج وعدم الإستفادة من خدمات قطاع الصحة بالنسبة لساكنة الدائرتين المشار إليهما، كون المستشفى المحلي بالدائرتين والمراكز والمستوصفات المتوفرة لايمكنها أن تشفي غليل المرضى والوافدين على هذه المرافق الصحية من الأهالي قصد الفحص والتطبيب بسبب الإكتظاظ وانعدام اغلب التجهيزات الضرورية وقلة الموارد البشرية والتخصصات الأمر الذي يجعل عملية الفحص تتم عن طريق المعاينة من لدن الأطباء وغالبا مايعمد المسؤولون إلى توجيه العديد من الحالات إلى مستشفيات مراكش. وهو مايعتبره المرضى وأسرهم مصاريف إضافية تثقل كاهلهم بدءا بأداء واجب وقود سيارة الإسعاف وهدر المزيد من الوقت وإخضاعهم للزبونية والبحث عن الوسائط الذين يحترفون هده العملية بأبواب ذات المستشفيات بمراكش . ويتوفر قطاع الصحة العمومية بالإقليم على مستشفى إقليمي محمد الخامس ومستشفيين محليين و37 مركزا صحيا و34 مستوصفا نسبة كبيرة منها مازالت لم تشتغل بعد، كما أن انعدام بعض التجهيزات الأساسية والإفتقار الكلي لبعض التخصصات وقلة الموارد البشرية يعتبر قاسما مشتركا لهذه البنيات .