صرح مارتن داي الناطق الرسمي باسم الحكومة البريطانية باللغة العربية ان حكومة بلاده تريد أن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين في حدود 1967، مع إيجاد حل منصف لمسألة اللاجئين، وأن إمكانية الحوار مع حماس هي إمكانية متاحة اذا ما قبلت حماس بمبادئ الرباعية. مارتن داي الذي تم تعيينه منذ حوالي شهر كناطق رسمي للحكومة البريطانية، والمقيم حاليا بدبي، وهو ثاني ناطق رسمي باللغة العربية لحكومة بلاده، كان له لقاء مساء يوم الثلاثاء بطلبة المعهد العالي للصحافة والاعلام بدرب عمر بالبيضاء، حيث ألقى مداخلة سلط فيها الاضواء على علاقة بلاده بأهم القضايا التي تهم الشرق الاوسط، كقضية فلسطين والعراق والملف النووي الايراني، ثم علاقة بلاده بالمغرب، إذ اعتبر أن الحكومة البريطانية تجد نفسها إزاء تحديات كبرى في محاولتها مد الجسور بينها وبين العالم العربي، خاصة وأن شعبية بريطانيا في الشرق الاوسط اليوم متدنية، لكن مع ذلك فإنها متفائلة بإمكانية إحلال السلام بين اسرائيل والعالم العربي، نظرا أولا لوجود إدارة امريكية جديدة تهتم بحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، ثم لكون المبادرة العربية للسلام لاتزال على الطاولة، وهي مبادرة تعتبرها الحكومة البريطانية جد مهمة، لذلك على جميع الاطراف المعنية ألا تضيع هذه الفرصة لإحلال سلام دائم بالشرق الاوسط. وفي ما يخص العراق، أكد مارتن داي ان الجيش البريطاني سينسحب من العراق قبل نهاية شهر يونيو القادم، لتركز الحكومة البريطانية جهودها بعد ذلك على دعم التعليم العراقي، ودعم الاقتصاد العراقي، مذكرا بالمؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في العراق الذي احتضنته لندن، معتبرا أن حكومة بلاده ترى أن ثمة أمورا تسير نحو الافضل في العراق، وأن هذا الاخير يستطيع أن يعاود الوقوف على قدميه. وبخصوص الملف النووي الإيراني، اعتبر مارتن داي أن إيران من حقها تطوير برنامج نووي مدني، إلا أن الاعضاء الدائمي العضوية في مجلس الامن لديهم مخاوف من أن تحاول إيران تطوير برنامج نووي عسكري، مما قد يهدد الاستقرار في المنطقة. وعن علاقة بلاده بالمغرب، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة البريطانية أنه لاتوجد خلافات بين بريطانيا والمغرب، وأن بين البلدين علاقات تجارية، رغم ان السوق المغربية ليست سوقا تقليدية للشركات البريطانية، إلا «أننا نعمل على تشجيع هذه الشركات على الاستثمار في المغرب وهناك برنامج ثنائي بين البلدين، إذ وصل الاستثمار في السنة الماضية حوالي مليون جنيه استرليني». وبخصوص جوابه عن أسئلة طلبة المعهد التي انصبت حول النزاع في الصحراء وموقف حكومته منه، أكد مارتن داي موقف بلاده التقليدي، في مساندتها للجهود الاممية، معتبرا أن هذا النزاع دام أكثر من اللازم وإن حله يمر عبر المفاوضات بين الاطراف المعنية. وتجدر الاشارة الى أن لقاء مارتن داي مع طلبة المعهد العالي للصحافة والاعلام بالبيضاء، يندرج ضمن سياسة السفارة البريطانية في الانفتاح على الصحافة والاعلاميين، حتى وإن كانوا صحافيي المستقبل.