أفضى «النزاع» الذي لم يتوقف طيلة أسابيع داخل حزب الهمة بالدارالبيضاء ، إلى إعلان لائحة لم يكن معظم الملتحقين بالحزب الجديد ينتظرونها! وقال أحد الغاضبين من اللائحة المعلنة، إن الهمة كان يقول خلال خرجاته الإعلامية أنه بصدد خلق حزب متجدد وجديد، وأنه يحمل مشروعاً فريداً مختلفاً عن الأحزاب التي يعتبرها كلاسيكية. لكن يضيف هذا الغاضب إذا قمت بقراءة للأسماء المختارة تجد بأن الرجل اعتمد على أسماء قديمة ومنها من ارتبط اسمه بخراب الدارالبيضاء كالعباسي رئيس المجموعة الحضرية السابق، الذي سيتم ترشيحه في منطقة سيدي بليوط، وكل هذه الأسماء جلبها من أحزاب كانت قائمة، أي أن حزبه اجتهد في إفراغ بعض الأحزاب من «كائناتها الانتخابية». بإطلالة على الأسماء التي ستترشح باسم «التراكتور» في الدارالبيضاء يتبين بالفعل أنها أسماء مستهلكة في الانتخابات، باستثناء خوجا الكاتب العام لوزارة الشغل، الذي قرر «التراكتور» ترشيحه في منطقة أنفا، ويراهن عليه الهمة كثيراً كي يتبوأ منصب عمدة الدارالبيضاء، كما صرح لنا بعض من حضروا الاجتماعات الماراطونية ل «التراكتور» لاختيار الأسماء التي سيضع فيها ثقته بعد أن خذلت أحزابها السابقة! أبرز الإقصاءات التي عرفتها اللائحة المعلنة، هي تلك التي مست مرشد عبد الصادق الموظف بالكتابة الخاصة لساجد، والذي التحق بالحركة الشعبية، وكذلك شاكر الصديق عضو مجلس المدينة، والذي التحق بدوره بالحركة الشعبية. سفيان القرطاوي الذي يعد أحد «عرابي» الانتخابات بالدارالبيضاء، والذي اعتبر نفسه منسقا للحزب طيلة هذه المدة رفقة علي بلحاج، سيكتشف الى جانب زميله «الزعيم» السابق لحزب رابطة الحريات أنهما كانا يمتطيان حصانا من وهم، فبعد أن تكلفا بإعداد لائحة المرشحين بالدارالبيضاء وقدماها للمسؤولين ، سيكتشفان بأن لا وجود لأزيد من 80% من الأسماء التي اقترحاها، بل إن سفيان القرطاوي الذي وضع اسمه بعين السبع كي يترشح هناك، بعد أن اتفق مع أحد «المختصين» في جمع الأصوات وهو كريمو «مقدم سابق»، سيجد نفسه «مرمياً» إلى منطقة مولاي رشد، وهي منطقة يعرف أنها تتطلب مجهودات مضاعفة من كل الجوانب لا قبل لسفيان إلا بجانب واحد منها! فيما وزع «التراكتور» على باقي المناطق كلا من منصر بمنطقة البرنوصي، ومعروف أن الرجل لبس لون حزب الاستقلال طيلة شغله المناصب الانتخابية بمدينة الدارالبيضاء! ليس هو الوحيد الذي انتقل من حزب الاستقلال ليركب «التراكتور»، بل نهج نهجه الغزالي بمنطقة الحي المحمدي، ومحمد الطالبي بمنطقة الصخور السوداء، فيما منحت منطقة عين السبع إلى شخص يلقب بساركوزي، ومنطقة الحي الحسني لبودراع، في وقت وضع حزب التراكتور على رأس لائحته باسباتة عزيز حسن النائب الأول لغلاب في هذه المقاطعة ، والذي يعد ، حسب المتتبعين، الرئيس الفعلي لهذه المقاطعة في ظل الغيابات الدائمة لوزير النقل والتجهيز، وأقفيش بمنطقة بابن امسيك. عموما لم يأت حزب الهمة بأي جديد على مستوى الأسماء حتى في ضواحي الدارالبيضاء، لأن هذه الأسماء ألفها السكان منذ التسعينات ومعظمها له حضور في مناطقها، سواء بحزب الهمة أو بغيره !! الجديد فقط أن منها من في حملته خصوصا في ضواحي الدارالبيضاء، من يستعمل الوعيد، ويطلب من الناس مساندة هذا الحزب، لأنه حزب «صاحب الملك»! لم تقدم لائحة الهمة، أسماء شابة لاتتجاوز أعمارها الثلاثينات أو أطراً خارقة.. رغم أنه نافذ جداً ، أو وجوها جديدة ذات سمعة معينة في مجال من المجالات، وهو ما يطرح سؤال الصداقة لدى الرجل مع أطر مغربية لم تكن تريد الخروج الى الساحة وتنتظر تأسيسه لحزب كي تظهر!