تعقدت مأمورية فريق الوداد البيضاوي في الظفر بلقب دوري أبطال العرب، بعد انهزامه على أرضة وأمام جماهيره مساء يوم السبت أمام الترجي التونسي. وباتت مهمة الفريق الأحمر صعبة للغاية خلال مباراة الإياب، التي ستدور يوم 21 من الشهر الجاري بملعب رادس بتونس. لم تشهد المباراة، التي جلبت أزيد من 70 ألف متفرج، الوجه القوي لفريق الوداد الذي ظهر به أمام الصفاقسي أو الرجاء في مباراة الديربي، فأضاع فرصة استقباله بميدانه، وبات مطالبا بقلب التكهنات بعد أسبوعين بتونس، إن هو أراد الفوز باللقب، الذي استعصى عليه في السنة الماضية بانهزامه في النهاية أمام وفاق سطيف الجزائري. ولم يدخل لاعبو الوداد مبكرا في اللقاء، الذي تميز بحضور قوي لفريق الترجي، الذي يتوفر على عناصر متمرسة، خلقت متاعب كثيرة لفريق الوداد، الذي وجد صعوبة في مجاراة الإيقاع، وكادت الحصة أن تكون أكثر، لو استغل النيجيري إينرامو والكاميروني بيانفوني وصانع الألعاب أسامة الدراجي، الذي يعد أحسن لاعبي خط الوسط بتونس، في ترجمة الفرص التي أتيحت لهم إلى أهداف. وظهرت الخطورة التونسية منذ البداية، من خلال خنق وسط الميدان، والسيطرة على الكرات العالية بسبب طول قامات اللاعبين وبنياتهم الجسمانية الهائلة، ونجح قلب الهجوم مايكل إينرامو في بلوغ مرمي الحارس المياغري، الذي دافع عن مرماه على مرحلتين، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل. وكان رد الوداد في الدقيقة 23 عندما تسلم سكوما كرة مقوسة من رجل خالد السقاط، لكن رأسيته تجد الدفاع الذي ردها لبيضوضان، لكنه لم يستثمر هذه الفرصة بشكل جيد. وفي الوقت الذي كان الجمهور الودادي ينتظر ضغط فريقه على المرمى التونسي، ينجح اللاعب إينرامو في استغلال خطأ فادح للاعب هشام اللويسي، وينفرد بالحارس نادري المياغري معلنا تفوق الترجي. ومن أجل ضخ دم جديد على مستوى خط الوسط، الذي افتقد فعاليته، أقحم المدرب بادو فريد الطلحاوي مكان أيوب سكوما، الذي كان غائبا عن مستواه. وبالفعل حمل هذا اللاعب بعض التوازن لأداء الفريق، الذي كاد في الجولة الثانية أن يعدل الكفة في الدقيقة 48 بواسطة هشام جويعة، الذي تسلم كرة جميلة من حمادة، لكن كرته ترتطم بالعارضة أمام اندهاش الجميع. وكاد بيضوضان هو الآخر أن يستغل تراجع لاعبي الترجي إلى الوراء، بعد تسلم كرة رفعها السقاط نحو المعترك، لكن كرته مرت محاذية للشباك. وشهدت الدقيقة 54 من المباراة إصابة العميد هشام اللويسي بإغماء خفيف، بعد احتكاك مع اللاعب مايكل إينرامو، الذي خلق متاعب كبيرة للويسي، الذي كلفته مراقبته التعرض لإجهاد بدني كبير. وبعد تلقيه الإسعافات الأولية، عاد ليستأنف اللقاء، لكنه وجد صعوبة كبيرة في إكماله، ليتم نقله إلى إحدى المصحات من أجل إجراء الفحوصات اللازمة. لقد عكست الهزيمة مدى الفارق الكبير بين الاحتراف والهواية، وأكدت أن الفرق المجتهدة والمهيكلة على أسس مضبوطة، تحقق النتائج، وتتغلب على كل الصعوبات. كما بينت من جديد تواضع كرتنا الوطنية التي مازالت في حاجة إلى عمل كبير من أجل اللحاق بعالم الاحتراف. لكن ورغم الهزيمة بهدف واحد، وبمركب محمد الخامس، فإن حظوظ الوداد، وعلى قلتها، تظل قائمة في انتزاع اللقب.