لم أشأ على الإطلاق أن أتكلم في أمور لا تهمني، ولكن.. عندما كانت حملة التشهير والقذف التي أقدم عليها حميد شباط عدو الوطن والوطنيين، وبالخصوص الشهيد المهدي بن بركة، والمرحوم محمد الفقيه البصري، شعرتُ أن دوري كأحد مؤسسي المقاومة، وكأحد قادة جيش التحرير، وواحد من الأشخاص الذين تربطهم العلاقة الوطيدة، مع المغفور له بطل التحرير محمد الخامس، ومع الشهيد المهدي بن بركة، والمرحوم الفقيه البصري، والوطنيين المخلصين للوطن وللشعب والعرش، أجد نفسي في مكان الدفاع عن كرامة الحركة التحررية حين يهبط بها الدخلاء والمنتفعون إلى تفاهات مراهقي السياسة، الذين اتخذوا من الإعلام واجهة، لغرض في نفس الشيطان، وليس في نفس يعقوب، لأن نبي الله يعقوب نفسه طاهرة زكية، وليست مريضة بمرض خبيث. إن أخطر ما يمكن أن يُسيطر على بعض العقليات التي تعتبر نفسها سياسية ونقابية وحزبية، هو إحلال السب والشتم والقذف والتهجم والفبركة الكاذبة والتدليس والافتراء... بدلا من النقد وتوضيح الموقف بالحكمة والتبصر والعقل والأدلة والتنظير المحترم المبني على الحقيقة، أو المبني على البراهين والشواهد... في إطار حرية الرأي والتعبير وحرية القول والكتابة. إنني أعتبر ذلك جريمة كبيرة في حق أناس أخلصوا للوطن، ويشهد لهم الجميع بذلك، وأعتبر هذا الاعتداء في حد ذاته صارخا على حقوق الإنسان، وخصوصية العائلات، وسمعة الأفراد والهيئات والأحزاب. وأعني في ذلك كل العقلاء وأصحاب الضمائر الحية والذين يحترمون عقولهم. ولعل ما دفعني أن أتكلم في هذا الأمر مجددا هو ما قام به حميد شباط وتقوم به بعض الحيوانات المصابة بفيروس انفلونزا الخنازير «الحلوف القادم من جبال فاس». ففي الوقت الذي تأخذ فيه حكومة عباس الفاسي كل الاجراءات تخوفا من تسرب هذا الفيروس لأرض الوطن، تناست الحكومة بأن هذا الفيروس أصاب بلادنا، منذ مدة، وكان وراء استيراده لوبيات وجهات ممولة من أموال الشعب، ليتم الاعتداء على سمعة الناس والتهجم على العائلات بمجرد الاختلاف السياسي والفكري مع القائمين على هذه الوسائل، وعن القفز على الأخلاق والقيم وأصول العمل الحزبي المحترم والمسؤول. ليست المرة الأولى التي سينتشر فيها فيروس الحيوانات المرضى بالطاعون ببلادنا، ولكن ذلك كان متواجدا، وكانت هناك جهات تطوره بالسموم، لتسلطه على العباد كالعادة. إن العداوة لهؤلاء الوطنيين من طرف الحيوات المرضى بالطاعون التي ينقلونها في اتهاماتهم وتصريحاتهم عبر وسائل الإعلام، ويروجون فيها الأكاذيب وتهجمهم الذي أكثر سفورا، يستحق منا الرد، لأن أسلوبهم المعادي هو في حد ذاته أولا ضعف في الحجة، وثانيا اضمحلال في الأدلة، وثالثا هو هروب من مقارعة الحجة بالحجة، والدليل بالدليل. وهو عمل يسيء للجهات التي تقف وراءه وهي الجهات الهابطة نفسها، ولتعلم هذه الجهات بأن الأموات لا يضرهم من عاداهم، ففيهم يحق المثل الذي سأحوره، «قافلة الشهداء والمخلصين وصلت عند الرفيق الأعلى والكلاب تنبح». مات الشهيد المهدي بن بركة، مات المرحوم الفقيه البصري، ومات غيرهم من الأبطال الأحرار الذين حرروا الوطن، ودافعوا عنه باستماتة، وتركوا على أرض المغرب أتباعا صالحين وأبناء صالحين، ونساء صالحات، هكذا الموت خطف الذهب وترك الصفيح، ترك المفسدين الذين كان بإمكانهم أن يترحموا عليهم لأنهم تركوا ذرية صالحة، وحتى إذا عجزوا عن الترحم عليهم، كان عليهم أن ينشغلوا بملفات أقربائهم... «وخليونا ساكتين بلا مانفرگعوا الدلاحة» فالشمس لا يمكن حجبها بفعل البشر، والحقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال. كل شخص تورط في الإساءة الفاشلة، قصر الزمان أم بعد؟! نعلن له من هذا المقام أنه من حقي كوطني قح أن أتصدى أنا وكل الأحرار لهذه الهجومات، والمؤامرات المفضوحة، والنوايا الخبيثة، فكما قلت وأقول دائما، من حمل السلاح في وجه الاستعمار، وتحداه في المدن والجبال، لا يهاب الببغاء والقردة، وكلامي مفهوم، ومن لم يفهم يبحث عن ذلك في المنهل الفلسفي. وأستفسر شعور وضمير كل الذين ساهموا في ترويج التهم ضد الشهيد المهدي بن بركة، والمرحوم الفقيه البصري، ويفندون ويدحضون الأكاذيب... ألا يتفقوا معي وأن المطلوب منهم وضع وجوهم في التراب خجلا أو هربا إن كانوا من هذه النوعية من البشر، أو أخذ العبرة بالإقلاع بكل احترام وإغلاق دكاكينهم التجارية السياسية. إذا كان العالم اليوم متخوفا من فيروس انفلونزا الخنازير، فالمغرب بإمكانه أن يتخوف أكثر من هذه الحيوانات المرضى بطاعون الاتهامات وقذف الأسياد. فإذا مس هذا الفيروس الشهيد الزعيم المهدي بن بركة، ومس المرحوم محمد الفقيه البصري، فمن السهل إذا لم يوقفه عند حده من بيدهم أمور البلاد، فلا محالة أن هذا الفيروس سيمس بالمرحوم الزعيم علال الفاسي، والمرحوم بلا فريج، والمرحوم أبو بكر القادري، ومحمد بن سعيد آيت إيدر أطال الله عمره.... إذا الشعب المغربي لم يتصد بكل شرائحه ملكا وحكومة وشعبا، ل«شباط»، وأمثاله، وللجهة التي تقف وراء خروج المغرب من السكينة والرحمة، فليس ببعيد أن تحل سنوات الخمسينيات والستينيات أوما يسمى بسنوات الرصاص. فالتحية وكل التحية لشرفاء الوطن، جمعيات وحقوقيين وإعلاما وشبابا ورجالا ونساء تصدوا لإخوان الشياطين.. ولاتحية لناهشي لحوم الأموات، [أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميتا أم كرهتموه] أيها الجهلاء والبلهاء ومنتكسو الأخلاق. إنني من فوق هذا المنبر أدعو باسمي وباسم الحركة التحررية، الجميع الى التفاعل مع القضية وإيصالها الى أعلى مستوى، مطالبين الجهات المعنية بمحاسبة القائمين على مرتكبي جرائم القذف، ونعلن كمحررين البلاد رفقة محررها الأول جلالة المغفور له محمد الخامس، تضامننا الكامل مع عائلات إخواننا ورفقائنا في الكفاح المهدي بن بركة والفقيه البصري وكل الوطنيين. وإننا نرفض مثل هذه الممارسات التي تسيئ لسمعة البلاد والعباد وتعبث بكرامة الوطنيين، وتطيح بقيمة السياسة ببلادنا، داعين الجميع الى الالتزام بوقف شباط حميد عند حده وإلا الانجرار إلى المستنقع الذي لا تحمد عقباه.