أن يتحول «السكليست» إلى زعيم، هو أمر لا يحصل إلا في بلدنا العزيز، حيث كل شيء ممكن... أن تكون لك القدرة على الانحناء ونفخ عجلة الدراجة، وتقودها إلى «الكاراج»، من الممكن أيضا أن تكتشف فجأة أنك قادر على نفخ الهواء وتلويثه لا فرق من أين؟،و تجرد من كل القيم لتتحول إلى زعيم بدرجة «شمام السيليسيون». أن تتحول من قاطع الطرق، حيث لا تفرق بين المشاركة في الصراع السياسي، وبين حلبة لا ينهزم فيها الخصم إلا باستعمال الكلاب الضالة، تنبح، تركض جيئة وذهابا باحثة عن عظمة وعندما لا تجدها تعوي في جنح الظلام أن تخطف في غفلة من الجميع « الميكروفون» وتنشد أو تعوي لا فرق، فالمهم هو أن تغتال الجميع، لتشهر علينا سيفك في النهاية، ليس كعنترة بل هذه المرة كالمجنون فلا تنس أن تخبر أطفالك، وأنت تدرسهم التاريخ.... أن ذلك لا يحدث إلا في المغرب أن يتحول المجانين، إلى خطباء ، يتحلق حولهم بعض» الفيدورات» ، اعتقادا منهم أنهم يصنعون الفرجة، في إخراج بئيس لا يتقنه غير مريضي الأنفس، إن كان قد بقي لهم القليل من النفس بعد أن استعملوه كله في نفخ العجلات أن تجدوا يوما الشمام، الذي لا يستفيق إلا على رائحة السيليسيون، وقد تحول إلى زعيم، لا تنسوا أن ترددوا...إن ذلك لا يحدث إلا في زمننا الردئ فلا تستغربوا ، فمن كثرة الهيجان قد يتهم الزعيم،آباءكم بالخيانة ،الشرفاء منكم بالعمالة...و بعد أن يستفيق من التخدير ، قد لا يشعر بالخجل ويرسل من يتقدم للاعتذار نيابة عنه، ليقول لكم: إنه مجرد شمام لا يعي ما يقول... أن يتحول المعتوهون ، والمختلون إلى زعماء يقودون النقابة أو الحزب، لا فرق ما دام الأمر في النهاية سيؤدي إلى نفس السكليست. فذاك أمر ممكن، لن تجدوه إلا في المغرب أن يتحول السكليست إلى عمدة، يدخل البحر إلى بعض من مدننا... حيث يمكن للزعيم أن يتجول بعصاباته بين دروب مولاي إدريس ليدنسه يفرض الاتاوات ،وقد يرفع رجله اليمنى ويقضي حاجاته أمام الملأ دون خجل أليس هو الزعيم...كل شيء له مباح، مستباح فالأكيد أن ذلك لن تجده إلا في المغرب... نعتذر منك أيها الوطن ، فمازالت بعض من الوجوه الذميمة ترفض عنك الرحيل بدون رجعة مرة يريدون اغتيال شهدائك... ومرة يفتون بجواز قتل رجالاتك... وهذه المرة يخونون الوطن كله، أي مكر هذا، وأي زمن رديء نعيشه... شمام ، سكليست .... . يسب كل المغاربة من الشهيد إلى الشهيد.... نطلب عفوك منا أيها الشهيد، فلا تلق له بالا... أكمل مسيرتك إلى الإمام نحو الجنة... واترك له الجحيم يقتات من لسانه الغث، حيث لا تفوح منه غير رائحة الكره والحقد قف صامدا أيها الوطن كما كنت، منطلقا إلى الإمام ، لن يوقف مسيرتك بعض من بقايا الجثث العفنة، فأنت أكبر، وأكبر من أن يدنسك السكليست الذي تحول في غفلة من الجميع إلى زعيم..... استمر في ابتسامتك، كما كنت دائما أيها العريس، مقبلا على الحياة.. اترك له الكفن حيث لن يجد قبرا يتسع فيه، فكل الأرض، كل الأرض، ستلفظ جسده، هل سمع أحدكم عن وطن يحتضن المارقين بين احضانه؟ لكم السلام أيها الشهداء... لكم المحبة، الرحيق، الإجلال، والكثير من الورد وللزعيم...القليل من «السليسيون» قد يحتاج إلى شمه ليلعننا جميعا، ويسب أمهاتنا فلا تنزعجوا، اشربوا نخب الوطن، ارفعوا هاماتكم عاليا كما كان يفعل الشهداء منا، ورددوا بابتسامتكم : عاش الوطن...عاش الشهيد