أعلن المكتب الشريف للفوسفاط أمس عن إنشاء صندوق زراعي لتمويل المشاريع الفلاحية ذات الأولوية بالمناطق التي يتواجد بها المكتب. ويهدف هذا الصندوق الذي أعلن عنه مسؤولو المكتب الشريف للفوسفاط، أمس، بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي الرابع للفلاحة بمكناس، إلى دعم ومساندة حاملي المشاريع الفلاحية التي بمقدورها خلق بنيات دائمة، تمكن من خلق مناصب شغل قارة بالعالم القروي. كما سيتولى الصندوق الذي أكد المكتب الشريف أنه لا يهدف الى أية غاية ربحية، مصاحبة مختلف الفاعلين الزراعيين عبر تمويل مدخرات الانتاج في مشاريعهم الاستثمارية. وفي هذا الاطار أقام المكتب الشريف للفوسفاط شراكة مع مكتب التسويق والتصدير لدعم إنشاء المشاريع السقوية بالمناطق التي يتواجد فيها المكتب الشريف للفوسفاط وخصوصا بمنطقة الجديدة واسفي. وأول منطقة ستجني ثمار هذه الشراكة هي اشتوكة - دكالة الواليدية، الاكثر تضررا من مظاهر الهجرة القروية والبطالة، والحال أنها تتوفر على طاقات زراعية هائلة. ويتمحور المشروع الأول الذي انطلق به عقد الشراكة هذا، حول بلورة 4 مشاريع مدمجة، سيستفيد منها في مرحلة أولية 710 منتجين على مساحة 1500 هكتار، وسيخصص لها الصندوق الفلاحي الذي أحدثه المكتب الشريف للفوسفاط 150 مليون درهم. المشروع الثاني الذي بدأ به الصندوق الثاني مسلسل تمويلاته، يتعلق بإنقاذ منطقة أزمور والبئر الجديد، عبر تزويدهما بالماء وهو مشروع سيكلف الصندوق حوالي 200 مليون درهم، وسيستفيد منه ما يزيد عن 1000 فلاح صغير، ويتعلق الأمر بنقل 12 مليون متر مكعب سنويا من منبع سد المسيرة ،انطلاقا من وادي أم الربيع حتى أزمور، وذلك لسقي حوالي 2500 هكتار بمنطقة اشتوكة. ويتضمن المشروع إنشاء محطة كبرى لتغيير الاتجاه وإنشاء محطة للضخ ومد قنوات للسقي في اتجاه الاراضي المجهزة بتقنية السقي قطرة - قطرة. وقد أكدت شرادي فتيحة المكلفة بمهمة لدى مصطفى التراب، رئيس مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن الصندوق الفلاحي بات مفتوحا في وجه كل الفاعلين بالرغم من أن سقفه المالي ظل مفتوحا هو الآخر على كل المساهمين المحتملين. من جهة أخرى، ومن أجل تنشيط سوق الأسمدة الوطني حتى يواكب متطلبات تنفيذ برامج مخطط المغرب الأخضر، سيعمد المكتب الشريف للفوسفاط إلى التدخل مباشرة لتوجيه سلسلة التوزيع حتى يستفيد أكبر عدد من الفلاحين من الدعم الذي يخصصه المكتب عبر تخفيض أثمان الاسمدة وطنيا، وهو ما يكلفه سنويا خسارة 700 مليون درهم مقارنة بكلفة الانتاج وخسارة 2,6 مليار درهم مقارنة بالسعر الدولي، وهو ما دفع المكتب إلى توجيه سلسلة التوزيع عبر شراكات مع الموزعين، وتحسيس الفلاحين بأساليب الاستعمال والمساهمة في نشر توزيع الأسمدة. وكان وزير الفلاحة عزيز أخنوش أكد أول أمس في المناظرة الثانية للفلاحة المنعقدة بمكناس، بأن الفلاحين المغاربة سيحصدون هذه السنة 102 مليون قنطار من الحبوب، وهو مستوى قياسي لم يسبق أن سجل من قبل. أخنوش الذي اعترف بأن هناك صعوبات تعتري تنفيذ الدعامة الثانية من المخطط الاخضر، وهي الدعامة التي تتوخى تأهيل الفلاحين الصغار ومحاربة الفقر القروي عبر تحسين مدخولهم الفلاحي، سجل أن هذه الصعوبات تتعلق أساسا بالجانب التمويلي الذي يحتاج الى غلاف مالي يراوح 20 مليار درهم من الاستثمارات، وهو ما جعل الدولة تبادر الى توقيع 9 اتفاقيات عقود ( ثلاث منها وقعت السنة الماضية) وست وقعت أول أمس مع القطاع الخاص والمستثمرين، تشمل تأطير 900 مشروع فلاحي. وقد بلغت قيمة الاغلفة الاستثمارية التي وقع عليها أول أمس حوالي 87 مليار درهم، منها ما يبلغ سقفه الزمني 10 سنوات، ومنها ما لا يتجاوز 5 سنوات. وتتوزع قيمة هذه العقود على قطاع الزيتون الذي سيستفيد من حوالي 29.5 مليار درهم، و21 مليار درهم في قطاع البواكر و15.5 مليار درهم لقطاع الحبوب، و12 مليار درهم في قطاع الحليب، و10 ملايير درهم سيستفيد منها قطاع اللحوم الحمراء وحوالي 765 مليون درهم في قطاع البذور. وعن حصيلة تنفيذ المخطط الأخضر لسنة 2008، أكد وزير الفلاحة أن الاستثمارات بلغت 12 مليار درهم، وأن الدعامة الأولى تحققت منها خطوات هامة، وهي الدعامة التي تستهدف حوالي 400 ألف فلاح وتروم إحداث 700 الى 900 مشروع على مدى 10 سنوات. أما الدعامة الثانية فتعتريها ، على حد قول وزير الفلاحة، صعوبات تتعلق ببلورة وحشد الموارد المالية الكافية. ولهذا السبب ستستعين الدولة بمجموعة من المتدخلين كصندوق الحسن الثاني للتنمية، ومجموعة من الممولين الاجانب كالصندوق الدولي للتنمية الفلاحية (الذي سيمنح قرضا للمغرب بقيمة 50 مليون أورو)، والوكالة الفرسية للتنمية...كما أن القطاع البنكي المغربي سيضاعف بدوره من وتيرة الانخراط في تمويل مخطط المغرب الاخضر، ويأتي على رأسه «التجاري وفا بنك» كأقوى ممول لهذا المخطط، متبوعا بمجموعة البنك الشعبي التي تعول على استقطاب مجموعة جديدة من الزبناء في العالم القروي، ظلت حتى الآن وفية للقرض الفلاحي. يذكر أن المناظرة الوطنية الثانية للفلاحة التي اتخذت هذه السنة من «الجهات في قلب مخطط المغرب الاخضر» موضوعا لها، والتي تلا خلالها محمد معتصم مستشار جلالة الملك رسالة ملكية وجهها للمتناظرين، أشاد فيها بما تحقق حتى الآن من المخطط، وبالجهود التي تبذل لإنجاحه، عرفت مشاركة كثيفة للمهنيين والخبراء الوطنيين والاجانب الذين نشطوا طيلة يوم اول أمس، ثلاث موائد مستديرة ركزت الاولى على تمويل المخطط، وتمحورت الثانية حول كيفية تنفيذه، فيما استعرضت الثالثة النموذج الأمثل للجهوية.