يذكر محبو السينما فيلم «كوكب القردة» (لابلانيت دي سانج) بكثير من التفكه وبغير قليل من الرهبة: عندما يصبح الإنسان عبدا للقردة، التي تكون قد انتقلت من وضعها الحيواني إلى تسيير الأرض، تكون كل الأجواء كابوسية. ولَكَم أن تتخيلوا كيف سيصبح مثلا قرد من جامع لفنا، ذات مصيبة، عمدة لأجمل مدينة. أو تصادفون موكبا من سيارات «الكات كات» وهي تغادر غابات إفران وقد امتطاها القرود، متوجهين إلى المطار أو إلى قاعدة فضائية .. للذين لم يمرنوا عقولهم على هذا الخيال العملي، يقترح عليهم شباط فيلما للرعب، يكون فيه، مستقبلا أمينا عاما لحزب الاستقلال.. نعم السي..! فهو قد صرح بالفعل، أيام المؤتمر 15 الأخير للحزب الوطني الكبير، أنه يهيئ نفسه لكي يصبح الأمين العام لذاكرتنا الوطنية الكبيرة والمحترمة. وقد بدأ الخطوة الأولى بأن تولى رئاسة النقابة، في الطريق إلى ما يريده لنفسه. وإذا حدث ذلك لا قدر الله، وتحولت الحركة الوطنية كلها إلى «بيسكليت»، فأعاهدكم شخصيا أنني سأذهب إلى أدغال إفريقيا لكي أتعلم النط بين الأشجار، وأتسلقها، لعلي ذات يوم أصبح قردا وأعود لكي أستولي على الكوكب الأرضي كليا. ولماذا لا: أصبح سياسيا محنكا (من الحنوك) ... وقتها سيدور الزعيم الخالد علال الفاسي ألف دورة في قبره، وأتخيل العربي المساري وبوبكر القادري وقد عادوا من جديد إلى قراءة اللطيف في أزقة فاس وسلا.. وأتصور عبد الكريم غلاب وهو يعيد كتابه رواياته (لمعلم شباط ودفنا فاس والنواحي ..) وأتخيل بالفعل السي امحمد بوستة، أطال الله في عمره، وهو يحمل متاعه إلى غار في بيداء نايڤادا هروبا من الصاعقة.. حاشا لله أن أكون أضرب «لمعاني» أو أقلز للسيد شباط من تحت الجريدة، فذلك ليس من شيمي، فإذا فعلتها سأفعلها من فوق الجلابة. ولكن السيد شباط الذي بدأ حياته إلى جانب الدارجات، وهذا سيتفهمه المناضلون كلهم، إذا وقف عن الإسفاف والشتم والسب ... يسقط! لهذا لكي يتحرك لا بد له من كلام ساقط: أليست هذه معجزة شباطية كبيرة: الكلام الساقط لكي لا تسقط مثل دراجة هوائية؟ وشباط رجل لا يتورع في اختلاق الأكاذيب، فقد اتهم الزيدي أحمد، رئيس الفريق الاشتراكي بالبرلمان، بأنه تحدث إليه حول مدونة السير، وقال له بأنه كذا وكذا وكيت وكيت، والحال أن الزيدي لم يتجاوز معه السلام (هل بقيت أصابعك كلها بعد مصافحة الزيدي؟) كما هاجم جمال أغماني واتهمه بأنه ...حارب الفساد في التعاضدية. والحقيقة أننا عشنا حتى أصبح مسؤول (كبيييييييييييير!) في نقابة وحزب يتهم الناس بأنهم يحاربون الفساد. والحال أنه لو قرأ ما قاله الفريق الاستقلالي (وسننشر غدا كل ما ورد في صحافة الحزب الوطني، الاستقلال ورسائل نقابييه ومداخلات برلمانييه عن الفراع) لوجد أن الفراع ليس هو فرس الرهان الرابح الذي يتصوره. ولكن ما العمل، بعد لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد تشبث فراع بشباط؟ العمل هو أن نقول له أن الهجوم على وزير طلع من اولاد الشعب، مازال يتجول في السويقة ويجلس معنا على الأرض عند كل ملتقى، وخاصة عندما يأتي من شابط هو وسام ولا شك، ودليل على أن الحياة مازال فيها ما يستحق الحياة. أحيانا تعز علي بلادي وأحيانا يعز علي المغرب وكثيرا ما أشعر أننا أسأنا إلى بلدنا عندما خرج له واحد مثل شباط، لقد أسأنا إليك يا شعبي عندما ناضلنا من أجل الديمقراطية، فأوصلت الصناديق شباط! وأساء إليك شباط أكثر ولا شك عندما مس ذاكرتك الوطنية، أما هو فقد وعد فاس بالبحر، ويبدو أنه يحب السير ب...المايوه . ونحن نحب حزب الاستقلال بالفعل عندما يكون معافى من ....شباط. شافاكم الله وعافاكم بالمناسبة ما معنى شباط بالإسبانية ؟