نظم التنظيم النسائي الاتحادي بتنسيق مع الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي بالعرائش، يوما دراسيا حول موضوع «المرأة في صلب المعركة الديموقراطية» مساء يوم أمس الأول السبت بقاعة الأفراح بتأطير رشيدة بنمسعود، عضوة المكتب السياسي للحزب. فبعد الترحيب بالحضور الغفير للنساء وتناول الكلمة من طرف كاتب الفرع الأخ خليد العولة والأخت نادية رحال، عضوة المكتب الوطني للحزب، اللذين أكدا أن هذا اللقاء يأتي في سياق وطني يتسم بالنتائج الهامة التي أفرزها المؤتمر الوطني الثامن للحزب والاستعدادات لخوض المعركة المقبلة خصوصا في الانتخابات الجماعية، مبرزين أن مشاركة النساء والشباب هي الضمانة لقطع الطريق على سماسرة الانتخابات. من جهتها اعتبرت رشيدة بنمسعود أن هذا اللقاء يقوي الايمان بدور المرأة في المغرب، لأن النساء يتحركن وهن نصف المجتمع، وأوضحت أن العمل الجماعي خاصة في الجماعات المحلية هو المدخل الأساس لتحسين الظروف المعيشية للسكان على مستوى الحياة اليومية كما أنه ركيزة أساسية لتحول البلد ولتحقيق الديموقراطية، مبرزة أن المرأة المغربية كانت حاضرة دائما في العمل السياسي وساهمت في التوقيع على وثيقة الاستقلال (مليكة الفاسي) وفي محاربة المستعمر (يطو بنت حمو الزياني) وانتقلت بعد ذلك الى الحديث عن المرجعيات التي أطرت المرأة العربية عموما والمغربية خصوصا في العمل السياسي، متوقفة عند المرجعيات الدينية والقانونية والدستورية، ومؤكدة أن الدستور المغربي أعطى المرأة حق التصويت والترشيح منذ الستينات.وبخصوص وضعية المرأة في الجماعات المحلية أفادت المتدخلة أن النساء احتلت مجموعة من المواقع الهامة في مختلف المجالات لتحقيق الاستقلال الذاتي، وأشارت أن من بين24600 مستشار نجد فقط 127 امرأة وهو رقم ضعيف لايمثل سوى نسبة ضئيلة 0.58 % متسائلة عن السبب في إقصاء المرأة على الرغم من أن دستور 1996 يؤكد حقها في الترشيح، وعلى الرغم من مصادقة المغرب على مجموعة من المواثيق الدولية، منبهة الى أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يحتل الرتبة الأولى في المستشارات وأن أولى النساء اللواتي دخلن البرلمان والحكومة كانت من صفوفه، ذلك أن الحزب ارتأى منذ 1975 أن النساء لايمكن أن يأخذن حقهن إلا في اطار الديموقراطية انطلاقا من تواجد المرأة في العمل النضالي ضمن الاستراتيجية الحزبية. وتطرقت بعد ذلك إلى أول تصريح حكومي يتناول قضية المرأة بوضوح في تصريح الأستاد عبد الرحمن اليوسفي عند تقلده الوزارة الأولى، حيث أكد أن المسألة النسائية ليست بسيطة وهي ذات طابع اجتماعي وثقافي متوقفة عند النقاشات التي عرفتها هذه المرحلة في 1998 لتتوج بعد ذلك بمدونة الأسرة، مؤكدة أن المرتبة التي بوأت المغرب الدرجة الأولى في العالم العربي بتخصيصه 30 مقعدا في البرلمان للائحة الوطنية للنساء في انتخابات شتنبر 2002 والمجهودات التي بذلت في هذا المجال، ترجع أساسا الى استجابة ارادة سياسية عليا لمطالب الأحزاب الديموقراطية . وبخصوص الانتخابات المقبلة، أشارت بنمسعود الى أن للحزب تجارب مشرقة في العمل الجماعي ذلك أن الجماعات المحلية تهتم بالتفاصيل اليومية للمواطنين وتسهم في حل مشاكلهم على مجموعة من المستويات، كما أن إحداث صندوق لتشجيع القدرات النسائية والاستفادة من الدعم من شأنه الرفع من التحسيس لتمكين المرأة من تسيير الشأن العام بالمغرب، معتبرة أن حزب القوات الشعبية راهن على العمل الجماعي منذ تأسيسه لأنه النواة الأولى لتكريس الديموقراطية ولممارسات سياسة القرب عبر تأسيس مجموعة من المؤسسات والجمعيات تهتم بالشأن الجماعي، مختتمة حديثها بالتأكيد على محاربة الفساد الانتخابي والعمل من أجل تنظيف العملية الانتخابية لإعادة الثقة في أحزاب قوية ولاعادة المصداقية وتقدم البلاد، قائلة أن مستقبل المغرب بنسائه ورجاله. الى جانب ذلك، اعتبرت فاطمة الشيخي نائبة رئيس المجلس البلدي بتطوان أن تجربتها في هذه الجماعة كانت رائعة ومهمة وأوصت بضرورة توصيل النساء الى الجماعات المحلية . وكانت الجلسة الصباحية قد خصصت لتدارس المشاركة النسائية في الانتخابات المغربية، أطرتها الأستاذة فاطمة لخماس .