منذ توقيف مجلة «لاماليف» سنة 1988 في ظروف غامضة استمرت زكية داوود، وهي كاتبة مغربية من أصل فرنسي، في الكتابة حيث ألفت كتبا حول العديد من القضايا التي تمس المغرب المعاصر، حيث مكنها العمل الصحفي وادارة المجلة من الاضطلاع على العديد من الحقائق. وقد نشرت كتبا حول المرأة، الهجرة، حول العمل الجمعوي والتنموي، حول الشهيد المهدي بنبركة و البطل بن عبد الكريم الخطابي، وكذا حول مغاربة الضفة الاخرى. هذا الحوار السريع والقصير، هو على هامش تقديم روايتها الاخيرة « حفدة زينب » بمنشورات «أوب» الفرنسية بمعرض الكتاب المغاربي بباريس بعد نشرها لرواية أولى تحت عنوان «زينب ، ملكة مراكش». زكية داوود هل هذه الرواية هي تتمة لروايتك الاولى «زينب»؟ لا، هذه الراوية ليست استمرارا لرواية «زينب». بل إنني وضعت شخصيات جديدة، هم أبناء زينب. لأتحدث عن الفترة التاريخية للموحدين. فهذه الرواية هي تاريخية وشخصياتها مستلهمة من التاريخ. ما الذي أوحى لزكية دوادود بكتابة رواية تاريخية؟ كما تعرف، أحب كثيرا التاريخ. زينب ماتت وكذلك ابنها مات. لهذا أتحدث في هذه الرواية عن أحفادها في المرحلة الموحدية. وأيضا للحديث سياسيا عن ثلاثة أشياء: الاولى، هي اللاتسامح. والشيء الثاني الذي أردت الحديث عنه هو الصحراء. والشيء الثالث هو الحديث عن اشخاص دمرت حياتهم السياسة ولكن رغم ذلك يقاومون. هل بحثت عن نموذج لهم في التاريخ ؟ لا قمت باختراع الشخصيات. ما أحكيه ليس تاريخا حقيقيا بل رواية. وقد اخترعت تلاث شخصيات، لكل واحد منها مساره الخاص. واحد تاجر، الآخر محارب والتالث مثقف. كانوا كلهم مجبرين على الهروب بعد غزو مراكش من طرف الموحدين الذين قتلوا كل المرابطين، الذين هرب جزء منهم نحو الجبال، ليصلوا حتى الصحراء، لأنهم لا يعرفون اين يولون وجوههم. الاول تزوج بصحراوية، والثاني كان محاربا وفضل المقاومة في منطقة كانت مقابل جزر البليار، لأنه كانت بها مراكز مقاومة فيما يعرف اليوم بتونس مما يعني حضور المغرب العربي، وهو حزين لأنه لم يصل الى هدفه. أما المثقف فكان أسعدهم لأنه كان واقعيا، وذهب الى القاهرة ليمارس التجارة. هل من مشروع كتاب مقبل ؟ لا.. الان سوف أستريح بعض الشيء. لأن كتابة رواية أمر جد متعب.