اختتمت مساء يوم 30مارس المنصرم فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكَادير، بعد أربعة أيام من الفرجة المسرحية المتنوعة التجارب والأشكال، ومن التنافس والتباري على أهم جوائز المهرجان الدولي في نسخته الرابعة عشرة، بين 12فرقة مسرحية جامعية من مؤسسات جامعية بالمغرب وتونس وفرنسا والمكسيك والبرازيل والجزائر، ليسدل الستار على إيقاع حفل كبير وزعت فيه الجوائز على الفرق المسرحية الفائزة. وهكذا فازت مسرحية Hay Amor البرازيلية، بالجائزة الكبرى للمهرجان، فيما عادت الجوائز الأخرى التي خصصها لجنة التحكيم إلى فرق مسرحية بالمغرب والخارج، ندرجها على الشكل التالي: 1 جائزة أحسن ممثلة : Brenice Perez عن دورها في مسرحية Los Invasores من المكسيك. 2 جائزة أحسن ممثل: لبسام الخليفي عن دور«فرحات» في مسرحية «وهُم» للفرقة التونسية. 3 جائزة أحسن سينوغرافيا:عن مسرحية «قالوا لا» للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة. 4 جائزة أحسن إخراج: للمخرج خوسي أبيليسJosé Avilés ، عن مسرحية Los Invasores من المكسيك. 5 جائزة أحسن عرض متكامل: لمسرحية «وهُم» لفرقة المركز الثقافي المُنَستير بتونس. 6 جائزة لجنة التحكيم: لمسرحية Hay Amor للفرقة البرازيلية. كما خصصت لجنة التحكيم التي ترأسها الدكتور عبد النبي ذاكر من المغرب، والمكونة من جورجينا كانتاليني من إيطاليا، وعبد الفتاح الديوري من ألمانيا، والدكتور حسين الأنصاري من السويد، والبروفيسور حفناوي بعلي من الجزائر، جوائز تشجيعية لكل من الممثلين الواعدين وهم: كبيرة البردوزفي مسرحية «دوارالحطابة» من أكَادير، راضية مدغري في مسرحية «تحت وفوق.. الغرق في البر» من مراكش منير مجسم عن دوره في مسرحية «تحت وفوق..الغرق في البر» من مراكش، إبراهيم عمر خليل في مسرحية:«كوكتيل بلدي» من أكَادير. وأهم ما ميز الدورة الرابعة عشرة للمسرح الجامعي بأكَادير، هو تقديم عروض مسرحية أتحفت الجمهور الأكَاديري الذي حج لمتابعة تلك العروض الشيقة سواء بقاعة البلدية أو قاعة مندوبية الشبيبة والرياضة، حيث وقف المتفرجون على جودة فنية وتقنيات جمالية لتجارب مسرحية جامعية ذات رؤى مختلفة في التمثيل والديكور والسينوغرافيا .. هذا فضلا عن ندوة علمية في تيمة «شعرية الجسد الغروتيسكي وجمالية التلقي» شارك فيها باحثون ونقاد المسرح بالمغرب والخارج. لكن أبرز ما طبع الحفل الإختتامي لمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكَادير هذه السنة، هو إصدار لجنة التحكيم لحوالي 12ملاحظة هي في الواقع عبارة عن توصيات موجهة للمنظمين والمسؤولين المحليين والجهويين والمركزيين وكذلك للفرق المسرحية المشاركة والمخرجين المسرحين على حد سواء، هي كالتالي: 1 تخصيص جائزة الناقد المسرحي العربي تتولى الجمعية العربية لنقاد المسرح اختيار الجائزة - 2 - توفر قاعة عرض تستجيب لتقنيات العرض المسرحي ومتطلباته الجمالية والفنية ومختلف جوانبه التقنية، بعد النقص الملحوظ في القاعات الذي كان السبب في عدم تمكن العروض المسرحية المتبارية من استيعاب عناصر العرض المسرحي، فإننا نهيب بالجهات المعنية تدارك النقص الفادح الذي يجعل التجارب المسرحية الطلابية تراوح مكانها - 3 - وفرة العروض وكثافتها، كانت سببا في قلة الوقت للتأمل في القيمة الفنية والإبداعية لكل عرض، لذا نوصي بضرورة خلق فسحة لمناقشة العروض المسرحية، لتبادل الخبرات والتجارب بين الفرق المشاركة، وذلك بفتح حوار مباشر بين المشاركين في أوراش يؤطرها خبراء وتقنيون ونقاد، وتكون بؤرة النقاش فيها الأعمال المسرحية المعروضة سواء داخل المسابقة أو خارجها - 4 - ضرورة ترك الفرصة لانفتاح المشاركين على مظاهر الثقافة المغربية المختلفة والمتنوعة على الأقل في الربوع التي احتضنت المهرجان، إذ المعوَّل على هؤلاء الضيوف أن يكونوا سفراء لترويج صورة المغرب في الخارج - 5 - أعطت بعض العروض وطريقة التعامل مع النصوص الكلاسيكية وغيرها، صورة للجمهور ليست هي الصورة التي ينبغي أن تكون للمسرح الطلابي، ولا هي الصورة التي تستجيب لتطلعات المسرحيين الطلبة:(كثرة الصراخ، السقوط في البكائيات أو في الطابع الاحتفالي المجاني، المعالجات التقريرية المباشرة للمضامين المعروضة...). ومع ذلك تثمن اللجنة تميز بعض العروض المقترحة لهذه الدورة بجرأة موضوعاتها وأسلوب التناول في الإخراج - 6 - عدم متابعة التجارب المسرحية الهامة، جعلت العديد من أشكال الإخراج المسرحي تسقط في التوزيع المكاني La mise en Place، ولا ترقى إلى مستوى الإخراج المسرحي La mise en scène الواضح المعالم والتقنيات والأساليب. ومع ذلك، ومن باب الإنصاف، يمكن القول إن بعض هذه الأعمال، لا تعاني من سوء التأطير بقدرما عانت من إكراهات الفضاء المسرحي - 7 - تهيب لجنة التحكيم بالجهات المعنية تيسير سبل مشاركة اللجنة المنظمة وحضورها في مهرجانات وملتقيات دولية أخرى، لتقدم تجربتها المحترمة وتستفيد من التجارب العالمية الأخرى - 8 - نسجل بعدم ارتياح تراجع إقبال الجمهور على العروض المسرحية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام على المنظمين والفاعلين الثقافيين والقيمين على الشأن الثقافي، وأيضا على الفرق المسرحية المتبارية - 9 - طبع توصيات المهرجان وتعميمها على الجهات المعنية، وذلك في أفق تفعيلها، وأملاً في أجرأتها كي لا تبقى حبرا على ورق - 10 - تجنبا لكل ارتجال، ينبغي أن يبرز الحفل الافتتاحي طاقات المدينة وخصوصية المنطقة ثقافيا وتاريخيا بلوحات ومشاهد فنية ولغة إبداعية يفهمها الكل، وينقلها معه إلى بلاده - 11 - لاحظت اللجنة بكل أسف نقص التغطية الإعلامية المواكبة لفعاليات المهرجان - 12 - ورغم هذه الظروف غير المواتية، نشيد بجهود اللجنة المشرفة على المهرجان، وعملها الدائب والمستميت لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية العالمية، والعض بالنواجذ على خيارات لا رجعة فيها: كرهان الاستمرارية، ومكسب الجودة والنوعية، وضرورة التنويع الموضوعاتي والثقافي واللغوي للعروض المسرحية الجامعية، علما بأنها وضعت إلى جانب معيار الجودة في اختيار النصوص المسرحية المشاركة، مغامرة إتاحة الفرصة لفرق مسرحية جديدة احتكت مع تجارب مسرحية طلابية مختلفة: وطنية وأجنبية.