من خلال رصد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي صادقت عليها اللجنتان المحليتان لمقاطعتي الفداء ومرس السلطان واللجنة الاقليمية، يقف المتتبع على عدة ملاحظات ، من ضمنها أن العديد من المشاريع المقدمة يكون من ورائها موظفون أو منتخبون، فمثلا مقاطعة الفداء لها نصيب أكبر في هذا الإطار، حيث مشاريع تقدم بها موظفون لهم ارتباطات انتخابوية مع الرئيس أو أعضاء المكتب أو هم مدعمون من طرف رؤساء مجالس أخرى كالعمالة والجهة! أما مقاطعة مرس السلطان فالمنتخبون حطموا الرقم القياسي في تقديم مشاريع، حيث حين يتم تصفح محاضر اجتماع اللجنة المحلية و بعض الجمعيات المعنية يقف المتتبع على أن رؤساءها هم منتخبون ، وحين مناقشة اللجنة للمشاريع المقدمة يكون رأي الاعضاء المكونين لها موقف مصادقة بالإجماع بدون مناقشة، والرئيس الذي يترأس اللجنة هو كذلك رئيس جمعية وتقدم بمشاريع عرفت خلال الإنجاز عدة ملاحظات أثيرت عبر وسائل الاعلام، حيث ان مستودع ملعب بكار الذي تقدمت به جمعيته بقيت به الاشغال معلقة وأصبح ملجأ للمتسكعين والمنحرفين ونقطة سوداء بالمنطقة ، وقد تم السكوت عن ذلك والبحث له عن مخرج لكي لا تتم أية متابعة! أما الجمعية المعنية بمشروع الاقصاء الاجتماعي، أي إصلاح المدارس، فرئيسها أيضا منتخب، ويتم استغلال الممتلكات العمومية في حملة انتخابية سابقة لأوانها ولا من يحرك ساكنا باستثناء القرار الذي اتخذته العمالة في حق ملعب أولاد زيان، حيث أوقفت الأنشطة الانتخابية بالملعب التي انتقلت الى القاعة المغطاة ! كما أنه حسب محاضر اللجنة المحلية فقد تم تخصيص مبلغ 500 درهم لكل مؤطر ، ولا ندري هل هم مؤطرون أم محسوبون على«فريق» الحملة الانتخابية؟! في السياق ذاته، فإن إحدى الجمعيات حصلت على مبلغ مالي مهم ورئيستها منتخبة وعضوة اللجنة المحلية لمقاطعة مرس السلطان ومدعومة من أحد مراكز القرار بالعمالة ، اتخذت من إعدادية العيون مركز أنشطتها حيث حصلت على ثمان حجرات دراسية حسب الشراكة التي عقدتها مع نيابة التعليم، و«ترامت» على أربع حجرات خارج العقدة حسب بعض المصادر من المؤسسة، وكل التقارير والصور التي يستشهد بها لدى اللجنة المحلية والاقليمية مثار تساؤلات؟ وحسب مصادر مطلعة فإن الجمعية التي حصلت على مبالغ مالية مهمة سابقا مازالت مشاريعها تتخبط حيث تقدمت بسبعة مشاريع تمت المصادقة عليها في الجزء الأول: 1 التكوين في الخياطة والفصالة والملابس الجاهزة. 2 مجال التكنولوجيا الحديثة (الإعلاميات). 3 الإرشاد السياحي (الفندقة المطعمة). 4 الروض. 5 فضاء المواطنة للتربية على السلوك المدني. 6 الإدماج الاجتماعي عبر التنشيط والتكوين المسرحي. 7 الرسم والفنون التشكيلية التوجيه والاستماع استبدل بالحلاقة والتجميل. فهذه المشاريع جلها لم ينطلق بعد رغم تقديم الجمعية لتقارير بشأنها ! من جانب آخر تجدر الإشارة إلى أن مؤطر «الفندقة والمطعمة» ، في إطار المشاريع المتحدث عنها ، هو مدير فضاء دار الشباب لسباتة وفي نفس الوقت موظف بالشؤون العامة !! إنها بعض عناوين الاختلال التي تحيط بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة!