كشف نزلاء بسجن سيدي سعيد بمكناس عن تعرض نزيل لاعتداء بشع من طرف أحد الحراس المسؤولين، يلقبونه ب"كريمو"، ويتعلق الأمر ب "ح. نورالدين" قال بأنه "تجرأ" على رفض ابتزازات الحارس المألوفة ليعمد هذا الأخير إلى التنكيل به، محدثا به كسورا على مستوى يده اليمنى. وكان قد تم الاعتداء، حسب مصادرنا، على نزيل آخر يدعى "ب.كمال" مما تسبب له أيضا في جرح عميق بقدمه ورفضوا علاجه إلى حين نقل الضحية إلى سجن سلا، وتم عرضه على مستشفى ابن سينا حيث لم يكن من خيار أمام الأطباء غير بتر القدم المصابة على خلفية الإهمال المفضي إلى التعفن. وأفادت مصادرنا أن إدارة السجن اكتفت حينها بما يفيد أن حالة النزيل لم يكن سببها أي اعتداء وإنما تعاطي هذا النزيل للتدخين. وسبق لبعض نزلاء ذات السجن أن تحدثوا عن خيوط اعتداء غير أخلاقي على نزيل شاب يشكو من مرض نفسي، كان قد تم "اختطافه" من أمام زنزانته على يد بعض السجناء المعروفين بسلوكياتهم الرهيبة، واقتادوه إلى نحو زنزانة أحدهم حيث مارسوا عليه نزواتهم، وقد استغلوا وقتها فرصة تواجد رئيس الحي ب"الديوانة" لغرض ذكرته مصادرنا في معطياتها. وأمام خبر انتشار الخبر، توجه رئيس الحي إلى الزنزانة المعلومة حيث وجد الضحية في حالة من الوهن والانهيار المثير للشفقة. وبعد التحريات التي جرت في أجواء سرية، لم تتم معاقبة الفاعلين إلا بالزج بهم لمدة يومين فقط بزنزانة انفرادية «الكاشو»، الأمر الذي لن يشجع أي "نزيل متسيب" إلا على القيام بأي شيء يحلو له، بحسب رأي مصادرنا التي أعربت عن سخطها الشديد. وبينما طالبت هذه المصادر بعدم الكشف عن أسمائها، عبرت عن استعدادها للإدلاء بأية معلومات بشرط أن يكون ذلك في وجود ضمانات. وتقول مصادرنا إن سجن سيدي سعيد بمكناس بات أشبه ما يكون بسوق فوضوية، وفضاء للانتهاكات والابتزازات، أضف إليها ما وصفته مصادرنا ب"الليالي المعلومة" التي تقام بحي النساء، وروتها إحداهن في تفاصيل مثيرة يمكن العودة إليها حالما تكتمل الصورة الحقيقية للمعطيات. ولم تفت مصادرنا الإشارة إلى ما يجري من نهب بالقوة والعنف لمواد وأشياء تخص السجناء، وكثيرا ما أثار ذلك ردود فعل تم إخمادها حينا بالترغيب وحينا آخر بالترهيب. ولا يبقى على الجهات المعنية في كل الأحوال إلا أن تعير مصادرنا الجدية اللازمة، وتفتح تحقيقا عميقا في الموضوع .