ذكر تقرير منظمة «كيدج بريزونورز»، المدافعة عن حقوق المعتقلين في قضايا الإرهاب، أن السلطات البريطانية أصدرت «تعليمات مباشرة» من أجل اعتقال المغربي فريد هلالي في الإمارات العربية المتحدة واستنطاقه هناك وفي المغرب. وجاء في هذا التقرير، الصادر مستهل شهر أبريل الجاري في جزأين تحت عنوان «صناعة الإرهاب، تورط بريطانيا في الرحلات السرية وعمليات التعذيب»، ليسلط الضوء على العديد من حالات الاعتقال معززة بشهادات المعنيين بالأمر. وكان في مقدمة تلك الحالات، قضية المغربي فريد هلالي (39 سنة)، الذي يتوفر على بطاقة إقامة على الأراضي البريطانية، والذي تم اعتقاله في الإمارات العربية المتحدة سنة 1999، حيث تعرض للاستنطاق والتعذيب تحت إشارف بريطاني، قبل أن يتم ترحيله للمغرب وتكرير نفس سيناريو التعذيب والاستنطاق. وحسب أقوال فريد الواردة في التقرير، فإنه لحظة اعتقاله كان يعتقد أن الأمر يتعلق بإجراء روتيني لسلطات أمن الهجرة، لكن وجود ممثل عن السلطات البريطانية أثار دهشته وزرع القلق في نفسه. وكان ذلك الشخص ينصحه بما يشبه التهديد بأن يبدي نوعا من التعاون مع مستنطقيه إن كان يريد أن تقف الحكومة البريطانية إلى جانبه. وهناك انطلقت رحلة معاناة فريد الطويلة من ضرب وشتم واحتجاز في زنزانة مظلمة لعدة أيام، بدون طعام ولا شراب. وعندما يئس الإماراتيون من استخلاص ما يريدونه من فريد، تم إرساله إلى المغرب، حيث يقول إنه على يقين من أن البريطانيين هم الذين كانوا وراء عملية التنقيل تلك، إذ تكررت على مسامعه نفس الأسئلة التي طرحت عليه في الإمارات العربية، وهي كلها أسئلة تتمحور حول بريطانيا وأشخاص يعيشون فيها، دون أن يطرحوا عليه ولو سؤالا واحدا يتعلق به شخصيا. وبعد إطلاق سراحه في المغرب، انتقل فريد هلالي مرة أخرى إلى بريطانيا، وتم اعتقاله مجددا بدعوى عدم احترامه لقوانين الهجرة، ليتم بعد ذلك ترحيله إلى إسبانيا، التي اتهمته بالتورط في تفجير قطارات مدريد، حيث كان دليل قاضي التحقيق الإسباني ضد فريد، متمثلا في مكالمة هاتفية أجراها المعتقل المغربي، وهو الدليل الذي سبق أن ألغاه مجلس اللوردات البريطاني. وفي مارس الماضي، تم الحكم بتسريح فريد، لكنه يخشى أن يتم اعتقاله مجددا فور ترحيله إلى المغرب.