عزز فريق الرجاء البيضاوي موقعه في صدارة الترتيب، عقب تغلبه على الدفاع الجديدي، بهدف نظيف، ورغم أن هذا الفوز كان صعبا للغاية، فإن قيمته كبيرة، على اعتبار أنه جاء على حساب المطارد المباشر، الأمر الذي جعل هوة الفارق بين مركز الصدارة وصف المطاردة تتسع إلى سبع نقط. لاعبو الفريقين كانوا يعون جيداً أهمية اللقاء، ويعتبرونه القفل الذي يفتح هامشاً واسعاً من حظوظ الظفر بلقب الموسم الجاري، لذلك بادر كل فريق الى نهج أسلوب تكتيكي يجهض محاولات الخصم، ويسمح بخلق فرص التهديف. وظهر فريق الرجاء الأكثر تهديداً، حيث ناور لاعبوه من كل الجهات، وخلقوا العديد من الفرص التي هددت مرمى الحارس أيوب لاما. في الوقت الذي حصن الجديديون خطي الدفاع والهجوم مع الضغط على حامل الكرة، والاعتماد على المرتدات السريعة، وهذا الأسلوب التكتيكي للجديديين صعب مأمورية العناصر الرجاوية التي عجزت عن الوصول إلى مرمى الحارس لاما طيلة الجولة الأولى. ومع انطلاق الشوط الثاني، ازدادت رغبة المحليين في صنع رهان الفوز، إيماناً منهم بقيمة النقط الثلاث في تعزيز مركزهم فوق درج الترتيب، وبادروا إلى الاندفاع وبناء العمليات الهجومية من الجهتين. وعلى إثر تمريرة في العمق من رجل السينغالي سيري ديا، الكرة تنزل أمام اللاعب العائد أوحقي الذي قذف بذكاء وتركيز كبيرين موقعاً هدف الامتياز. هذا الهدف الذي زرع الدفء في المدرجات أوقع لاعبي الرجاء في ضغط نفسي كاد أن يكون تأشيره سلباً على الفريق الأخضر، حيث سجلنا ارتباكاً واضحاً في خط الدفاع الرجاوي في أكثر من مناسبة، خاصة وأن الجديديين نزلوا بكل ثقلهم في محاولة لتعديل النتيجة، لكن محاولاتهم كانت تفتقد للتركيز الكافي، أو تصطدم بالجدار الدفاعي بقيادة المخضرم عبد اللطيف جريندو. إن الفوزالصغيرالذي حققه فريق الرجاء كان وقعه إيجابياً ليس فقط على مستوى خريطة الترتيب، ولكن على معنويات اللاعبين، حيث أضحت طموحاتهم كبيرة في معانقة اللقب، سيما وأن الطريق الآن معبدة لصنع هذا الرهان. وما يمكن إثارته هو أن الحكم مشمور عين لقيادة مبارتين للدفاع الجديدي في ظرف أسبوعين، حيث قاد مباراة المغرب التطواني ضد الدفاع، خلال الدورة قبل الماضية، وتم تعيينه لقيادة لقاء الرجاء ضد الجديدة، ولسنا ندري ما إذا كانت لجنة التحكيم قد تعمدت هذا التعيين، أم أنه جاء بمحض الصدفة.