«اقترب موعد اللقاء/ فوقفت امام المرآة/ لصنع لوجهي تصميما آخر/عند اللقاء/ كنت أمامه/ لم يعرفني/ أبتعد ثم اختفى/ لم أفضح الا بعد عودتي/ انني نسيت وجهي في المرآة/ مرآة».. بصرف النظر عن الموقف العقلاني، هنا، والمشغول بذبيب أحاسيس الذات كمملكة للعالم، وللاختيار الايجابي المذموغ بالمعنى، بخصوص لقاء غير مفكر فيه: اذا استثنينا بوصلة المرآة وهديها: مشبع بالفراغ، ولمعات تلاوين المراهقة وانفلاتها، فلعل الشاعرة ريم نجمي . وهي بالمناسبة ملاعب طفولة بالقياس الى دورة طراوة عمرها البكر: لم تنس على صفحة المرآة وجهها فحسب، بأن نسيت، وهذه هي القراءة الضمرة القويمة، مكونات قدرها المدون في اللوح المحفوظ، كمشروع أنثى - شاعرة مشرعة على الاختلاف، قبل ان تصل ضيفة على الدنيا. ولذلك، سوف تعود، حين لا إحباط ولا أحزان عاطفية: هناك إذن نضبح قبل الآوان، يستقيم، ينحو، ويترعرع في رحاب - دوالي فواكه اجمل الكلام - الشعر. اتمثل الشاعرة: ريم نجمي، دون مناسبة، وفيض طاقة جسدها ينادي فيض طاقة جسدها، لهامش مزاولة، وظيفة اللعب، فتنفلت من لذاذات ذوغة تمارين الشعر وحساباته، فتخرج دونما مظلة ولا قبعة ولا حذاء رياضي، وتبسط لملعبها الذاتي وتاريخها الشخصي ملعبا في حجم مستوى اوراقها البيضاء. في حجم قامة قلمها الرصاص وتستحضر عدة ولوازم اللعب: نقط، حروف، كلمات، نفس وشبيهتها. الانا والآخر، الامتداد للأنا والمكرس لها، تستحضر اللعب بالخيال لا المطلق على عواهنه بل المحتكم لخلفيات واقعية. «التقيت بنفسي في المرآة/ قلت لها أنا أنت/ قالت ان كنت انا أنت/ أكيد أنك لست أنت/ مرآة أخرى»..هنا تمويه على مزاولة وظيفة اللعب، كحق مشروط بمستوى عمر معين، بمزاولة، شكل من اللعب أكثر تجدرا وعمقا، من منظور اعتباره مشروط بملامسة مكونات دبيب العالم، من منطلق الذات كمحصلة ونتيجة. ولذلك تهرب الشاعرة، ريم نجمي، من لهفة طاقة جسدها للعب كتزجية للوقت، وتنحت لجسدها ضوا ورديغا على غراره ماهو مدون في اللوح المحفوظ. هي إذن، لهذا النوع من اللعب بالكلمات منذورة وهو لعب على أية حال مشغول بتقويم الادراك والارتقاء بالوعي ومذموغ بغير قليل من المتاعب. هذه الورقة العابر لاتستهدف بالضرورة قراءة مشغولة بالنظرية لديوان: أزرق سماوي، للشاعرة، ريم نجمي، الصادر عن: منشورت الفرات، بل هي أساسا مجرد مديح - مدائح مضاعفة لدم سلالة، ينضب ماء البحر ولا ينضب. تحية لريم ، وما جاورها.