نظم مؤخرا المجلس العربي للمياه، وبرنامج الأممالمتحدة لبناء القدرات، و برنامج الأممالمتحدة لمقاومة التصحر، بالتعاون مع المركز القومي لتنمية القدرات، ورشة عمل لتنمية قدرات الإعلاميين والصحفيين في البلدان العربية حول المياه والأرض، بالقاهرة ، مكنت المشاركين من الاطلاع على مختلف المستجدات والمعطيات في مجال الموارد المائية والطبيعية والإجراءات المتخذة من الجهات المعنية للحد من التدهور المتزايد والحيلولة دون تقهقر الأراضي وندرة المياه. وقد تبادل من خلالها المشاركون وجهات النظر بشأن الآثار المترتبة عن تدهور الأراضي والمياه في الدول العربية وضرورة إطلاع الرأي العام من خلال وسائل الإعلام. وأكد رئيس المستشارين الفنيين لبرنامج المياه للمدن الآسيوية بالأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ، الدكتور سينك «Kulwant singh» ، أن أكثر من بليون شخص يعانون من مشكل الوصول الى الماء الشروب والنظيف كما أن 2.6 مليار شخص أو 38 % من سكان العالم لا يتوفرون على جودة مرافق الصرف الصحي ، من ضمنهم حوالى 1.8 مليار في آسيا. وهذا ما يستوجب التدخل العاجل لكون الأطفال الذين ماتوا خلال العشر سنوات السالفة فاقوا، بفعل غياب الخدمات الأساسية، عدد ضحايا الحرب العالمية ، مبرزا صورا حية لمظاهر التحدي الذي تواجهه البشرية على مستوى ندرة المياه وسوء خدمات الصرف الصحي وهشاشة الحياة ، إذ لا يحصل، ما يفوق 1 بليون أو 13 % من سكان العالم، على إمدادات كافية من المياه، حيث يعيش 59 % منهم في الشرق والجنوب، وجنوب شرق آسيا ، وكذا 30 % في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى . وتحدث إسماعيل الباكوري عن مفهوم ومؤشرات التصحر وعوامله وسبل متابعة وتقييم التقنيات المتطلبة كعملية مستمرة تتطلب أنشطة مستمرة في محاربته، ودعا في معرض مداخلته العلمية إلى تبني استراتيجية محلية لكل بلد حسب خصوصياته المناسبة لظروفه وخلفيته البشرية المختلفة. وتناول الدكتور صالح عابدين مجال سوء استخدام الموارد الطبيعية وتدهور التربة وتحديات ندرة المياه وتفشي الملوحة في التربة في المنطقة العربية. وأكد الدكتور صالح أن المنطقة العربية تعاني حاليا من نقص حاد في مصادر المياه، ويتوقع استمرار انخفاضها الى حدود ال25 سنة القادمة، حيث طالب بممارسة الحماية والإدارة الصارمتين للموارد المائية، وبالموازاة تطوير سياسات وطنية ومحلية حكيمة واستراتيجيات رشيدة وإدارة خطط عمل التعاون والشراكة الكاملة على كل المستويات، وكذا تحسين البحث والتعليم اللذين يؤهلان لوعي عام بإكراهات الواقع البيئي.