انتهت كل الخلافات التي كانت قائمة بين الجامعتين المغربيتين للطيور، واتفقتا مع الاتحاد الأورنيطولوجي، ليتم تشكيل مكتب واحد لجامعة قوية، مستفيدين من الانخراط في الكونفيدرالية الأورنيطولوجية العالمية، كما أن خبر الحصول على اسم الجامعة الملكية المغربية للأورنيطولوجيا، شكل حدثا بارزا على الصعيد الوطني، وخصوصا عند «الماليع» الذين أقاموا الاحتفالات تحت سقف واحد. لم يعد هناك سبب للخلاف على الأسماء، فقط اسم واحد يضم «ماليع» المغرب من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. كان حدثا رائعا فعلا، أنهى خلافات «دوّخت» الماليع والمهتمين على السواء، وجعل بعضهم يهم بالانصراف عن هاته الهواية التي يعشقها حتى النخاع. ولقد جرت عدة مسابقات جهوية ومحلية ووطنية، كللت ، بالطبع، بالمباراة الوطنية في جميع أصناف الطيور، والتي تميزت بالحضور الكثيف للهواة من شتى المدن، وكان التنظيم راقيا جدا، كما أن مستوى الطيور المشاركة كان عاليا جدا جعل الحكام الأجانب يشدون على يد الجامعة الملكية المغربية للأورنيطولوجيا، ويحيوها على مجهوداتها الجبارة، كما صرحوا لمسؤوليها بأن مستوى المغرب صار يمكنه من المشاركة في المسابقات الدولية، وكذا حضور كأس العالم، ومن المحتمل جدا أن يحصد عدة جوائز تجعل المغرب أول بلد عربي وإفريقي ينافس فعلا في بطولة العالم ويفوز بجوائز، وهذا، كما صرح المهتمون الأجانب، ليس غريبا على بلد معروف على الصعيد العالمي بإبداعاته، وإصراره على تحقيق السبق في عدة ميادين، بل والمنافسة بقوة وفرض ذاته كفاعل قوي في المشهد. كانت ابتسامات المسؤولين المغاربة، ونظراتهم إلى بعضهم تحمل في طياتها رسائل واضحة، ما لبث أحدهم أن صرح بها للآخرين بعد نهاية البطولة الوطنية بنجاح كبير وهو يشد على أيدي أصحابه، وإن كان بعضهم خصوم الأمس، «شفتو الخدمة على الدرابو شحال زوينة، كون بقينا مخاصمين، كاع ما ناخدو صفة الملكية، وكون فقدنا حتى التمثيلية فالكونفيدرالية العالمية، وهاذي غير ثمار أولية، ومازالت نتائج مبهرة أخرى من هنا لقدام...». حركة «الرؤوس» الجماعية شكلت إشارة على أحقية هذا الكلام...فوجدت نفسي أقف فجأة وأنا أصفق بحرارة، وأصيح أن هذا هدفنا جميعا وقد نجحنا، لكني استفقت فوجدتني أقف في غرفة نومي، والظلام من حولي بدأت تطارده بعض خيوط الصباح الأولى، فجلست أتأمل هذا الحلم الجميل، وأنا أراقب جيوش الظلام تنسحب هاربة ليحل محلها دفء الشمس، فابتسمت وقلت في نفسي إنه فأل حسن ، وقمت أُجهز نفسي للذهاب إلى العمل.