وعيا من «جمعية الماء والطاقة للجميع» التي يترأسها الحسين الكافوني، بأهمية الماء في الحياة، والمحافظة عليه من التلوث والاقتصاد في هذه المادة الحيوية، قررت هذه الجمعية الاحتفال باليوم العالمي للماء 21 مارس 2009 بتنظيم عدة أنشطة بتعاون مع كلية العلوم بالرباط، وبتنسيق مع أكاديمية الجهوية للتعليم الرباطسلا زمور زعير. وصرح الحسين الكافوني في ندوة صحفية عقدتها الجمعية بمعية كلية العلوم أول أمس بالرباط أن المغرب خطا خطوات كبيرة ، حين وضع قانون الماء 10-95 وقسم البلاد إلى أحواض مائية، إلا أنه يبقى المشكل المطروح هو تفعيل وتطبيق هذا القانون، لكي يؤدي الأهداف والمرامي التي راهنت الدولة عليها منه. وفي ذات السياق أشار رئيس الجمعية إلى أن المغرب يتوفر على موارد مائية مهمة بفضل سياسة السدود، إلا أن الاستغلال والاستعمال لمجال هذه المياه يظل عرضة للضياع، وعدم الترشيد وعقلنة استعماله بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف الدولة في هذا الباب. ويرى الكافوني أن المغرب تنقصه سياسة مندمجة ومتكاملة في مجال الماء الذي سيشكل ،حسب تعبيره، مستقبلا، أحد العناصر الأساسية في إشعال فتيل الحروب والنزاعات في العالم. وأعلن الكافوني بخصوص التظاهرة التي ستنظمها الجمعية خلال يومي 21 و 23 مارس 2009 بكلية العلوم، أن الجمعية قررت أن تنكب جهودها في التحسيس والتوعية انطلاقا من المدارس والثانويات بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتعليم وكلية العلوم، نظرا لأن المشكل يبقى دائما مشكل غياب ثقافة لدى المواطن بضرورة المحافظة على المياه وحسن استعمالها، إن لم يكن الوعي والفهم العلمي الكافي بأهمية هذه المادة الحيوية في الحياة اليومية للإنسان. وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي للأطفال والتلاميذ والطلبة يظل المشكل داما مطروحا. ومن جانبه، أوضح عميد كلية العلوم بالرباط أن هذه التظاهرة الخاصة باليوم العالمي للماء تأتي بتزامن احتفال الكلية بالذكرى الخمسينية لتأسيس كلية العلوم التي بدأت بفوج يصل إلى 23 طالبا في مستوى الإجازة في حين اليوم نجد 500 طالب في هذا المستوى. وتشكل هذه التظاهرة «بالنسبة لنا فرصة سانحة لتوعية الطلبة والمواطنين بأهمية الماء وترشيد استعماله والمحافظة عليه». كما أشار العميد الى أن كلية العلوم اليوم تتوفر على ستة برامج إجازة لها اهتمامات خاصة بالماء والبيئة والمجالات المستعملة فيه الاقتصادية والاجتماعية، وأضاف أن الكلية تتعاون مع عدة جامعات أجنبية في مجال التكوين والتعليم المتعلق بمجال الماء الذي يعتبر محددا أساسيا لتقدم الشعوب مستقبلا، إذا ما تم حسن تدبير وعقلنة هذا الملف بنوع من التريث والنضج الكافي. وفي السياق ذاته أشار العميد الى أن الكلية تعتزم تنظيم عدة تظاهرات بمناسبة الذكرى الخمسينية على تأسيسها، وذكر بالخصوص انه سيتم استدعاء رؤساء الأحزاب السياسية ورئيسا غرفتي البرلمان والفرق البرلمانية، من أجل اطلاع طلبة الكلية على التجربة البرلمانية بالمغرب، ولتعليمهم المبادئ الديمقراطية، وتقنيات عمل اللجان، وكيفية اقتراح مشاريع القوانين، وتفاعل هذه اللجن، والتعريف بالدبلوماسية البرلمانية، موضحا في هذا الباب أن كلية العلوم كانت الفضاء الأول قبل بناء قبة البرلمان التي احتضنت أشغال اللجان والبرلمان والمجلس الاستشاري سنة 1961.