فقد المغرب والفكر والإبداع الإنسانيين ، برحيل المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي، في الساعات الأولى من صباح الإثنين بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، علما من التفكير الجريء، والتخصيب الدائم للمجهود العلمي والادبي والاجتماعي. فالراحل الخطيبي، المزداد سنة 1938 بمدينة الجديدة، زاوج بين الدرس الإجتماعي والأطروحة الأدبية. كما ربط بين الالتزام الفكري والانحياز الى أخلاق المسؤولية سواء عبر حواراته ومواجهته للأطروحات الصهيونية أو انخراطه في عدة مناصب أكاديمية. شغل الراحل منصب أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس ، كما ارتبط اسمه بأول معهد للسوسيولوجيا في بداية الستينيات، قبل أن يمنع ذلك المعهد من الاشتغال، ثم عين عقودا بعد ذلك مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي. انضم عبد الكبير الخطيبي إلى اتحاد كتاب المغرب في ماي عام 1976 . وعمل رئيسا لتحرير «المجلة الإقتصادية والإجتماعية للمغرب »، كما كان يدير مجلة «علامات الحاضر». وتتميزمجالات إنتاجه بالتعدد والتنوع بين الكتابة الإبداعية ( الفلسفة، الشعر، الرواية، المسرح... ) والدراسةالأدبية. ومن بين أشهر أعماله، التي تفوق 25 مؤلفا، رواية «الذاكرة الموشومة» الصادرة سنة 1971 ، « فن الخط العربي» (1976 ) و« الرواية المغاربية» و« التفكير في المغرب» (1993 ) ورواية « صيف بستوكهولم» (1990 ) و «صورة الأجنبي في الأدب الفرنسي» (1987 ) وقبلها جميعها «كتاب الدم » (1979 ) و« النقد المزدوج» ( 1980 ). برحيله يكون المغرب حقيقة في حداد كبير، لأنه فقد فارسا من فرسان الفكر الذي عمل بفكره الثاقب وعطائه الابداعي من أجل المغرب، ومن أجل أن يرتقي في مدارج التقدير العالمية عاليا، ووهبه أن يكون مرجعا أساسيا ضمن العديد من الإجتهادات الفلسفية والفكرية بالعالم، وهذا لوحده مبعث اعتزاز خاص للرجل ولما تركه فينا جميعا من أثر. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأحر تعازيه وأصدق مواساته الى كافة أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة والى كافة المبدعين والمفكرين المغاربة ، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان ويسكن الفقيد فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون..