يبدو أن شهر مارس من هذه السنة، هو شهر خصيب على مستوى الشذوذ الجنسي، إذ أورقت صفحات الجرائد بالحوارات مع سمير بركاشي رئيس جمعية «كيف .. كيف» ومنسق العلاقات الخارجية لمنظمة «كوليغاس» للشواذ بإسبانيا، ثم أورقت أوراق ردود الفعل على هذه الحوارات، ثم الرد على ردود الفعل، واتخذ الامر بعدا دوليا، فتحركت بعض روابط المثليين والسحاقيات بأوربا للتضامن مع «كيف.. كيف» ثم انتقل الأمر إلى آسيا، حيث وجدت إيران والإعلام الإيراني الرسمي في الترويج المغربي للشذوذ الجنسي، المناسبة الملائمة جدا لجعل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يترسخ ويتكرس بالحرب الاعلامية! عجيب فعلا، كل هَذْ قَلَّة الشغل! وعجيب فعلا كل هذا الشذوذ، وهذا الشرود! إذ وسط كل هذه الأزمة المالية، ووسط كل هذه الأزمة الديبلوماسية، وهذه الأزمة الاجتماعية، وهذه الأزمة الإعلامية، يجد البعض الوقت المناسب والملائم لنشر الشذوذ فوق الأسطح الاعلامية والاجتماعية والديبلوماسية. إن من طبع الأزمات أنها تُولِّد الفراغ أيضا، وفي الفراغ يمكن للجانبي والهامشي أن يُصبح رئيسيا ومركزيا، مثلما يمكن للمنوعات أن تصبح مقالات رئيسية! اللَّهم ستْرَكَ.