أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ساعة متأخرة من نهار أول أمس على عزل مندوب الشؤون الدينية بالجديدة وأحد موظفيه بعد توصلها بتقرير، يتضمن نتائج لجنة تفتيش مركزية كانت قد حلت طيلة الأسبوع الماضي بالمندوبية المذكورة. وكانت لجنة التفتيش التي ترأسها المفتش العام للوزارة قد وقفت على حجم الاختلالات الكبيرة التي تعرفها المندوبية من ابتزاز للقائمين على الشأن الديني وادعاءات كاذبة ، ومشاريع وهمية وفاتورات لا علاقة لها بالواقع. ومن بين ما وقفت عليه اللجنة ما كان يجنيه المندوب من إتاوات تتراوح ما بين مائة ومائتين درهم يخصمها من الأئمة الذين يتسلمون تعويضا من وزارة الأوقاف، والذي لا يتجاوز 1200 درهم في أحسن الأحوال، مقابل قيامهم بإمامة الصلوات الخمس بمساجد الإقليم، فيما فرض تعريفة خمسين درهما على أجور مستخدمي وقيمي المساجد والمدارس القرآنية. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد كان يستحوذ على 51 درهما من المنحة الهزيلة التي كان يتسلمها طلبة التعليم الأصيل والمدارس القرآنية العتيقة، بل إن بعضهم لم يسبق أن توصل بها علما بأن طلبة هذه المدارس لم يتسلموا منحتهم منذ بداية الموسم الحالي 2008/2009. وقد اعتمدت اللجنة في تقريريها على شهادات الأئمة والقيمين الدينيين ومستخدمي المدارس العتيقة الذين كانوا يؤدون القسم قبل الإدلاء بشهاداتهم. وأكدت لنا مصادر متطابقة أن اللجنة توصلت الى الكثير من الاختلالات المالية، ذلك أن المندوب كان يدبج فاتورات تتضمن مبالغ مالية كبيرة، يدعي في المحاضر المرفقة بها أنها تخص إصلاح المساجد والمدارس القرآنية العتيقة، إلا أن اللجنة توصلت الى أن الأشغال المفوترة من طرف مندوبية الشؤون الإسلامية قام بها محسنون وشركات، كما وقفت على تفويت العديد من المرافق التابعة للمندوبية الى مقربين من مسؤولين وموظفين بذات المندوبية دون حسيب ولارقيب، ودون أن تخضع للشروط القانونية. وقد علمنا أنه تم تعيين مندوب جديد تم استقدامه من نظارة الأوقاف بالجديدة، فيما تم توقيف المندوب السابق وأحد الموظفين في انتظار إحالة الملف على القضاء ، خاصة وأن الأمر يتعلق بالمال العام وتزوير في فاتورات تخص مرفقا عموميا، وهو ما سيكشف عن اطراف أخرى كانت تشاركه في هذه العمليات خاصة المقاولات التي كانت تسلمه الفاتورات. وأكدت العديد من المصادر أنه لأول مرة يحدث هذا في مؤسسة تختص في الحقل الديني الذي تعمل العديد من الجهات على تحديثه وإخراجه من الضبابية التي كانت تميز تسييره المالي.