لماذا لم تتحرك السلطات والجهات المسؤولة بوزان لحد الآن، لكي تحد من المخاطر المحدقة بالعديد من المواطنين بهذه المدينة؟. لماذا تحاول هذه الجهات التنصل من مسؤوليتها في حالة وقوع هذه الكارثة المتوقع حدوثها في أي لحظة؟ أسئلة عديدة يطرحها المتتبعون ومعهم ورثة الفقيد عبد السلام الحرمة، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت منزلهم الكائن بحي الحدادين زنقة الزاوية بوزان، حيث أصبح معرضا للسقوط في أية لحظة، والتسبب في مقتل المواطنين وعلى وجه التحديد الأطفال الذين يتخذون من الساحة المجاورة لهذا المنزل فضاء للعب. بداية الحكاية، انطلقت حين أقدمت شركة تراث فاس في إطار ترميم المدينة العتيقة بوزان، على إجراء حفريات أسفل جدران هذا المنزل، وألحقت به عدة أضرار وشقوق في الجدران، مما أدى إلى انهيار سقف المنزل. هذه الأضرار، جعلت ورثة عبد السلام حرمة يدقون كل الأبواب لإثارة التداعيات التي يمكن أن تخلفها هذه الحفريات، إلا أن هذا الموضوع بقي دون اهتمام يذكر، بل عوض أن يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لحل هذه الإشكالية، اكتفى المسؤولون بوضع إشارة صغيرة تقول بأن هذا المنزل آيل للسقوط، في الوقت الذي يتواجد فيه هذا المنزل بمحاذاة من مسجد يؤمه العديد من المواطنين، خاصة أوقات صلاة الجمعة، حيث تستعمل أيضا الساحة المتواجدة هناك كفضاء لأداء الصلاة، وهو ما سيؤدي إلى كارثة حقيقية، إن تزامن ذلك مع سقوط هذا المنزل. ومن أجل إيضاح الصورة أكثر، انتقل مفوض قضائي محلف لدى المحكمة الابتدائية بوزان بتاريخ 2008/6/11 إلى المنزل موضوع المعاينة، حيث أكد المحضر أن هناك حفراً بعمق مترين وعلو 70 مترا محاذية لسور أساس منزل ورثة عبد السلام الحرمة على طول واجهة المنزل، وذلك لتمرير الوادي لصرف المياه العادمة، وكذلك تشققات بحائط المنزل من الخارج، وتشققات من الداخل ومن أرضية المنزل الى أعلى السقف وتشققات بالزليج خلف الباب، وسقوط بيت من الطابق الثاني. محضر ثان تم إنجازه بتاريخ 2008/8/19 بحضور باشا مدينة وزان وخليفة رئيس المجلس البلدي وأحد المستشارين، في حين لم يحضر ممثل شركة تراث فاس لترميم مدينة وزان ومجموعة العمران. رغم كل ذلك، فإن هذا الموضوع مازال قائما، ويشكل قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في أي لحظة.