سليل طنجة وزوج مازارين بانجو، بنت الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، يهيء لإنجاز سلسلة وثائقية تلفزيونية على نمط برامج تلفزيون الواقع، تتكون من عشر حلقات (26 دقيقة للحلقة) و «يتعايش» في إطار ستة شبان فلسطينيين وستة إسرائيليين. ويأمل محمد أولاد أن تتوج سلسلته بتوقيع الفتيان والفتيات على «معاهدات سلم» في الشرق الأوسط تكون نموذجاً لحكام المنطقة ودولها، وتتضمن مقترحات دقيقة. يبلغ الشبان والشابات ضيوف سلسلة محمد أولاد ثمانية عشر عاماً، وهم ينحدرون من كل الفئات الاجتماعية ويتوزعون بين متدينين وعلمانيين. وحتى لا يسقطوا في شراك «إعلانات حسن النوايا»، فسيتم تأطيرهم من طرف متخصصين مكلفين بتوضيح كل تعقيدات وتفاصيل الوضع بالمنطقة لهم. محمد أولاد، صاحب أربعة أشرطة طويلة والعديد من الأفلام الوثائقية والقصيرة، يرفض تصنيف عمله الجديد ضمن برامج تلفزيون الواقع: «الحقيقة عكس هذا إطلاقاً، فتلفزيون الواقع يخلق صراعاً مفتعلا بين المشاركين، أما في عملي، فالصراع قائم والهدف هو البحث عن صلح». وإذا كان الشبان المشاركون من الجنسين سيتقاسمون المأكل ولحظات الترفيه، فإنهم سيشخصون كذلك مسرحية «روميو وجولييت». السلسلة الوثائقية لن تبث مباشرة، مثلما لن تتضمن لقطات «فاضحة لحميمية المشاركين مثل تصويرهم في غرف النوم»، لكن الكاميرا سترافقهم وهم يتبضعون أو يهيؤون أطياف الأكل... وهي لن تعتمد مبدأ الإقصاء، مثلما هو الحال في باقي برامج تلفزيون الواقع، كما أن صاحبها لا يتوقع «نهاية سعيدة» بالضرورة: «إذا لم ينجح المشاركون في توقيع اتفاقيات سلام، فذلك سيكون مؤشراً على سوء الأوضاع في المنطقة». سبق للريفي الجذور إنتاج أشرطة وثائقية حول تيمات متعددة تبدو متباعدة: الرياضيون الإيرانيون، مستشفيات الأمراض العقلية ومرشحو الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهو يداعب ابنه البكر أستور، المزداد سنة 2005، قائلا: «جدك أحمد كان يصلح أجهزة التلفون، بينما كان جدك فرانسوا يصلح فرنسا». أما محمد أولاد، فيبتغي «إصلاح» الشرق الأوسط، لا أقل ولا أكثر! وذلك ابتداء من شهر يوليوز المقبل، تاريخ انطلاق تصوير «معاهدات سان ساتورنان».