في إطار الدينامية التنظيمية والتعبوية التي أطلقها المكتب السياسي للحزب، استعدادا للاستحقاقات المقبلة المزمع إجراؤها خلال سنة 2009، التأمت فعاليات اللجنة الوطنية للانتخابات في أول لقاء تحضيري لها يوم السبت الماضي 14 فبراير2009 بمقر الحزب بالرباط بحضور أعضاء المكتب السياسي، وذلك من أجل عرض ودراسة مشروع برنامج العمل الخاص بهذه اللجنة. و تميز هذا اللقاء بالكلمة التي ألقاها عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للحزب، والتي ذكر فيها بالروح الاتحادية والأخوية التي طبعت كل أشواط المؤتمر الوطني الثامن، والتي مكنت الاتحاد من تجاوز المشاكل والصعوبات التي كانت مطروحة عليه، بالإضافة إلى أن الاتحاد كانت له القدرة على إيجاد الحلول الملائمة لمواجهة مختلف التحديات التنظيمية والسياسية، وهكذا استطاع أن ينتخب هياكله الحزبية بشكل ديمقراطي ونزيه، فضلا على أنه نجح في استرجاع المبادرة السياسية، وبرهن للرأي العام الوطني على أنه حزب وطني وديمقراطي له مكانته الخاصة في الساحة السياسية، ورقم أساسي في المعادلة السياسية بالبلاد. لهذا يقول الكاتب الأول للحزب ان « المطلوب من الاتحاد أن يبرهن مرة ثانية للرأي العام الوطني، على القدرة التي يتمتع بها لإقناع المواطن في الميدان وعلى أرض الواقع خلال الاستحقاقات القادمة، فالاتحاد محتاج اليوم إلى كل طاقاته وفعالياته على مستوى الجهات والأقاليم والمدن والقرى، لتطبيق وتنفيذ برامجه في الشأن المحلي. فالمرحلة المقبلة ستعرف سلسلة من المعارك الانتخابية بداية من شهر مايو حتى 2 أكتوبر، ولها أهمية كبرى وحاسمة ليست للحزب فحسب ولكن للمصلحة العليا للبلاد. فالانتخابات المقبلة مرتبطة بما قررناه في مؤتمرنا الثامن، وفي مقدمة هذه القرارات إعادة النظر في الآلية التنظيمية وعصرتنها، بالإضافة إلى الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما أن نتائج استحقاقات 2009 سيكون لها أثرها الكبير المعنوي والسياسي على مستقبل الانتخابات التشريعية لسنة 2012». وأضاف الراضي أن المغرب عرف العديد من الإصلاحات منذ التسعينيات وكانت نتائجها ايجابية على جميع الأصعدة، لكننا اليوم في الاتحاد نرى على المغرب محتاج إلى جيل جديد من الإصلاحات وعلى جميع المستويات من أجل تقوية وتعزيز الإصلاحات السابقة ولمواجهة التحديات المطروحة وطنيا ودوليا، وكسب الرهانات التي تسعى إليها بلادنا. وقال الراضي إن الاتحاد سيدخل هذه الانتخابات المقبلة المفتوحة على كل الاحتمالات، بشعار تخليق الحياة السياسية بصفة عامة وتخليق العمليات الانتخابية ومحاربة الفساد بجميع أنواعه، لأنه يؤمن بأن التمثيلية المحلية والجهوية المبنية على النزاهة والشفافية، وعدم التدخل في الإرادة الحقيقية للناخب هي الركن الأساسي الذي تنبني عليه الديمقراطية بالبلاد، وهي التي ستمكن الناخب من استرجاع الثقة في الحياة السياسية، وتحارب العزوف السياسي لدى المواطن المغربي يشكل عام. ومن جهتها عرضت فاطمة بلمودن، عضو المكتب السياسي، مشروع برنامج عمل اللجنة الوطنية للانتخابات على أنظار أعضاء اللجنة، هذا البرنامج الذي يتضمن سياق التحضير، والأهداف الكبرى التي سيسعى الاتحاد لتحقيقها خلال هذه الانتخابات، فضلا عن الوسائل البشرية والمادية على مستوى الجماعات المحلية، ومستوى الغرف المهنية، باالاضافة إلى الخطوط العريضة لإعداد البرنامج الانتخابي، والخطة الإعلامية التي يجب نهجها خلال هذه الاستحقاقات، والاجراءات الحزبية المتمثلة في خلق لجان محلية وإقليمية وجهوية لتنسيق الجهود، والقيام بالمهام المتعلقة بالعمليات الانتخابية.