ذات مساء وأنا أجلس إلى حاسوب بيتي، قبل خمسة عشر يوما تقريبا، للسباحة في عالم الأنترنيت، اكتشفت أن خدمة الأنترنيت التي تقدمها لي شركة اتصالات المغرب، على غرار عشرات الآلاف من الزبناء، غير صالحة. اعتقدت في البداية أني قد أكون تخلفت عن أداء وجيبة الاشتراك الشهرية، فعدت إلى فواتير الأداء لأكتشف أني مواظب ومنتظم في تسديد الواجبات. وصباح الغد، تبدد ما لدي من شك طفيف حين زرت إحدى وكالات اتصالات المغرب، حيث أكدت لي الموظفة سلامة فواتيري، وزودتني بالرقم 115 كي يحل مشكلتي. اتصلت فورا بالرقم 115 الذي رد علي من وراء الخط صوت مسجل يقدم إشهارا لخدمات اتصالات المغرب، وينبه في نفس الوقت إلى أنه لتحسين خدمات الشركة ومراقبة الجودة، فإن المكالمة الجارية يتم تسجيلها، مما يوحي بأننا في أفضل الأحوال وأن مطلبي سيلبى فورا. وبعد لأي أجابني صوت حي شرحت له مشكلتي بعد أن منحته رقم هاتفي واسمي الكامل ورقم بطاقتي الوطنية بطلب منه. أخبرني الصوت (وهو لسيدة) أن علاقتي المالية مع اتصالات المغرب سليمة (تأكيد للمرة الثالثة) وأن المشكل تقني وأنها ستحيل مشكلتي على المصلحة التقنية. أنهيت المكالمة التي دامت زهاء 15 دقيقة (و الرقم 115 بالمناسبة ليس رقما أخضر مجانيا). وبعد عدة أيام من الانتظار ، كنت كل ليلة ،أجرب خلالها حاسوبي البيتي باحثا عما إذا كان الأنترنيت قد عاد أم لا، عدت مرة أخرى يوم الأربعاء الماضي لأتلفن للرقم 115 ولألقى نفس الأجوبة، فأخبرت السيدة المجيبة أنني صحفي، وأن الأنترنت يشكل بالنسبة لي وسيلة عمل لا ترفا وبأني أؤدي واجباتي شهريا إلى آخر سنتيم، فقالت لي السيدة أنها ستقوم بالواجب، اعتقدت أن المشكل سيحل في غضون 24 ساعة بعد أن بينت لها «خطورة» وضعي، غير أن قرابة أسبوع قد مر منذ هذه المكالمة الأخيرة ولا من مجيب.