كان المسرح الوطني محمد الخامس مساء الخميس الاخير ، على موعد مع تكريم فنانتين مغربيتين وشمتا الركح والشاشة في المغرب ببصمة خاصة وقدمتا بسخاء ودون كلل العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، أغنت الخزانة السمعية البصرية والرصيد المسرحي المغربيين ومن خلالهما الذاكرة الفنية الوطنية. ففوق خشبة مسرح محمد الخامس، الذي طالما أديتا عليه عروضا مسرحية عديدة، وقفت الفنانتان سعاد صابر ونزهة الركراكي تتلقيان الكلمات الرقيقة والشهادات المعبرة في حقهما، من العديد من الوجوه الفنية والمسرحية المغربية، في حفل تكريم بنكهة خاصة نظمه المعهد العالي للسمعي البصري، بتعاون مع مسرح محمد الخامس. واستهل حفل "تكريم الصغار للكبار"، الذي تخللته العديد من العروض الموسيقية والفكاهية من أداء طلبة وأساتذة بالمعهد، بعرض ربورتاجات عن ثلاثة من الوجوه الفنية، الذين فقدتهم الساحة الفنية مؤخرا، ويتعلق الأمر بالفنانين عمر شنبوط وعبد القادر لطفي وحسن الصقلي. وأمتع الفنان سعيد موسكير الحضور من خلال "حمل حقيبته بين كتفيه وتوديع أمه"، وهو يؤدي أغنية "ماما"، ليذكر الحضور بدور الأم الحنون الذي برعت في أدائه سعاد صابر، ونفذت من خلاله إلى قلوب الجمهور والمشاهد. وقفت سعاد صابر، بتواضعها وعفويتها المعهودة ولباسها المغربي التقليدي على الخشبة غير أن تصفيقات الجمهور هذه المرة لم تكن تقديرا لأداء رائع في عمل ما بل عرفانا لكل تلك اللحظات الجميلة التي أهدتها الفنانة لجمهورها منذ انطلقت مسيرتها الفنية . وإلى جانب سعاد صابر كانت نزهة الركراكي، تتلقى كلمات وشهادات الضيوف بابتسامتها المعهودة. أما الجمهور فقد كانت له طريقته الخاصة لتكريم الفنانة، حين ألح على الفنان البشير عبدو لأداء مقطع من "بنت لمدينة" و"لمسرارة" كعربون محبة لنزهة الركراكي. وقد أدت سعاد صابر، أول دور لها على الهواء مباشرة على أمواج الاذاعة الوطنية سنة1967 ، ليشكل بعد ذلك شريط "جمرة"، بوابة دخلت منها هذه الفنانة إلى عالم النجومية. وتألقت بعد ذلك في مجموعة من الأعمال والمسلسلات التلفزيونية من أبرزها المسلسل الناجح "سرب لحمام" ، إلى جانب كل من حسن الصقلي وعمر السيد ورشيد الوالي، والسلسلة التلفزيونية "رحيمو". أما المسيرة الفنية للركراكي ، التي قضت أربع سنوات في دراسة المسرح، فقد انطلقت خلال نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ضمن فرقة المسرح الوطني محمد الخامس، ولعبت أدوارا ضمن مسرحيات كان أولها " قاضي الحلقة " وتلتها أعمال مسرحية عديدة منها "المرأة التي" و"ساعة مبروكة". كما شاركت في أعمال سينمائية ك "أصدقاء الأمس" لحسن بنجلون و"وداعا أمهات" لمحمد إسماعيل. وشكل الشريط التلفزيوني "عزيزة" لمخرجه شكيب بنعمر أول ظهور للفنانة الركراكي على الشاشة الصغيرة.