مثُل مستهل هذا الأسبوع، المهاجر المغربي سعيد ناموح أمام القضاء الكندي، بتهمة إعداد أشرطة فيديو تمجد الأعمال الإرهابية والتخطيط لتفجير قنبلة بأوربا. وجاء في صك الاتهام أن ناموح (36 سنة) أشرف بنفسه على إعداد مجموعة من الأشرطة من بينها شريطان بعنوان «أكاديمية الجهاد» و«أسرار المجاهدين»، إضافة إلى أشرطة أخرى تشيد بالهجمات التي تستهدف الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان. كما سبق وأشاد باختطاف الصحفي «ألان جونستون» الذي يعمل لحساب قناة ال (بي بي سي) البريطانية في غزة، وساعد حينها في نشر مطالب الخاطفين بتقديم فدية. وحسب التحقيق، فإن مصالح الاستخبارات الكندية رصدت للمتهم المغربي مئات الحوارات على الإنترنيت كشف فيها عن نيته السفر إلى مصر وألمانيا في مهمة لتنفيذ هجوم بالمتفجرات. وفي إحدى تعليقاته على الإنترنيت، كشف عن توفره على خبرة في صناعة المتفجرات. ورصد المحققون أيضا عملية تحويل مالية لصالحه من طرف شخص آخر، تبين في حوار بين الإثنين أن المبلغ المحول، والمقدر ب 800 دولار، كان بهدف تمكينه من اقتناء مسدس. وحسب «ريني ديفال»، عن هيأة دفاع المتهم المغربي، فإن موكله يواجه أربع تهم، تتمثل إحداها في التخطيط لتفجير قنبلة بالعاصمة فيينا، في حين تتعلق التهم الثلاث الأخرى بدعم الأعمال العدائية للجماعات المتطرفة، بما في ذلك توزيع رسائل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، ونشر أشرطة فيديو توضح طريقة صناعة العبوات والأحزمة الناسفة. وتراهن هيأة الدفاع على إقناع القضاة بأن الأدلة المعتمدة في إقامة الدعوى، بما فيها الأشرطة والحوارات على شبكة الإنترنيت، تظل في خانة حرية التعبير أكثر مما هي أفعال ذات طبيعة إرهابية، كما يصنفها القانون الكندي لمكافحة الإرهاب الذي تمت المصادقة عليه سنة 2001، عقب أحداث الحادي عشر من شتنبر. وفي المقابل، نفى المدعي العام الكندي، «دومينيك دوديمان»، أن تكون تلك الأدلة مندرجة ضمن حرية التعبير، لأن المتهم «يصف نفسه من خلالها بأنه إرهابي وأنه على كامل الاستعداد للموت شهيدا». وأوضح قائلا: «رغم أنه شارك في أنشطة خاصة بجماعة إرهابية، إلا أننا لا نتهمه بالتورط في تنفيذ أعمال إرهابية». كما أشار إلى أن المغربي ناموح عضو مهم في «الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية»، التي تقوم بدور البوابة الإعلامية ومكتب العلاقات العامة للتنظيمات الجهادية، بما فيها القاعدة وجيش الإسلام. للإشارة، فإن سعيد ناموح غادر المغرب في 2002 عقب زواجه من سيدة كندية، وبعد طلاقهما، ظل ناموح متنقلا من مهنة لأخرى، ومن مسكن لآخر، قبل أن تعتقله الشرطة الكندية أواخر سنة 2007.