في ضوء الطبيعة المعقدة لتهديدات الويب وتزايدها على نحو مطرد، بات لزاماً على المستخدمين الاستعانة بحماية منيعة متعدِّدة الطبقات ترصد كافة التهديدات المحتملة، بما في ذلك التهديدات غير المسبوقة، لحظة بلحظة، لضمان السلامة التامة عند التسوق عبر الإنترنت. الجدير بالذكر أن آلية تعامل كثير من شركات الحماية تعتمد حلول لتهديدات الويب وتهديدات الرسائل الإلكترونية مستعينة بتقنيات واسعة . يستخدم مصمِّمو البرمجيات الخبيثة إعلانات العروض الخاصة والخصومات الضخمة على سلع شهيرة للإيقاع بالمستخدمين غير الواعين وحملهم على الضغط على وصلة خبيثة أو مشبوهة ومن ثم إدخال بياناتهم الخاصة والحسّاسة في مواقع وهمية مصمَّمة ببراعة تامة بحيث لا يمكن التفريق بينها وبين المواقع الأصيلة. وعلى سبيل المثال، تسللت البرمجيات الخبيثة المعروفة باسم TROJ_AYFONE.A مؤخراً إلى الكثير من الحواسيب الشخصية وثبتت نفسها خفية بوصفها برمجيات متمِّمة للمتصفحات لضمان تفعيلها في كلّ مرة يتم فيها تشغيل المتصفِّحات المختلفة، ليظهر بعد ذلك إعلان زائف حول جهاز »أبل آي فون« الذي كان صرعة في حينه بالإضافة إلى وصلة إلى موقع زائف آخر لمتجر يمكن منه شراء الجهاز، بحيث ينخدع المتسوِّقون ويدخلون بيانات بطاقتهم الائتمانية والتي يتم استغلالها من قبل الشبكة الإجرامية. فحذارِ من الانخداع بالمواقع الخيرية والإنسانية الزائفة، مثل المواقع التي تدعو إلى التبرع للصليب الأحمر، أو التبرع لضحايا إعصار كاترينا، أو ضحايا زلزال مدمِّر وما إلى ذلك. فمجرمو الإنترنت خبراء متمرِّسون في الإيقاع بضحاياهم مستغلين الكوارث الإنسانية والطبيعية وغيرها. كما أنهم يعلمون أن النزعة الإنسانية والخيرية تدفع الكثيرين إلى التبرع خلال مواسم الأعياد. وفي العادة، يرسل مصمِّمو الرسائل المتطفلة عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي يدعون فيها المتصفحين إلى التبرع لصالح ضحايا كارثة إنسانية أو طبيعية ما، وفي حال انطلاء تلك الحيلة والخدعة على المستخدمين فإنهم ينقرون على الوصلة التي تقودهم إلى مواقع هدفها سرقة معلومات بطاقتهم الائتمانية أو معلوماتهم الشخصية الحسّاسة التي يمكن استغلالها لأغراض إجرامية. يستعين مصمِّمو البرمجيات الخبيثة والرسائل المتطفلة ببطاقات التهنئة الإلكترونية للإيقاع بالمتصفحين وجعلهم ينقرون فوق وصلة خبيثة تقود إلى مواقع احتيال مختلفة. وتستفيد مثل هذه الهجمات في العادة من مواسم الأعياد المختلفة عندما يرسل مجرمو الإنترنت بطاقات تهنئة إلكترونية يتم نشرها عبر وصلات متضمَّنة ضمن رسائل متطفلة أو كمرفقات بالملفات. وعند النقر فوق الوصلة أو فتح الملف المُرفق فإن البرمجيات الخبيثة تنزل تلقائياً وتستوطن في الحواسيب غير المحصّنة. يبحث الجميعً عن صفقات الشراء المُربحة والمُجزية، لذا يتعمَّد مصمِّمو البرمجيات الخبيثة نشر برامجهم الاحتيالية عبر إعلانات مغرية. فالكثير من الإعلانات المنشورة في مواقع معروفة بكثرة زوارها ومتصفحيها ما هي إلا وسيلة لتنزيل البرمجيات الخبيثة خلسة على حواسيبنا. إذ يتعمد مجرمو الإنترنت الاستفادة من شعبية مواقع يرتادها ملايين المتصفحين مثل google و Expedia.com و Rhapsody.com و Blick.com و Myspace لنشر برمجياتهم الخبيثة عبر إعلانات تبدو للوهلة الأولى سليمة.