مع تنصيبه رسميا، يتمتع باراك أو باما بشعبية قوية في الولاياتالمتحدة، فالأيام 77 للفترة الانتقالية بين انتخاب المرشح الديمقراطي يوم 4 نونبر 2008، وتنصيبه يوم 20 يناير، لم تنل من سمعته ورصيده الشعبي. بل على العكس تشير استطلاعات الرأي إن أكثر من 80% من الأمريكيين مرتاحون للرئيس المنتخب، وثلاثة أرباع الأمريكيين يوافقون على الطريقة التي يدبر بها الفترة الانتقالية. وهذه الثقة الشعبية ربما كانت أكبر من تلك التي حضي بها بيل كلينتون سنة 92 أو جورج بوش سنة 2001. باراك أوباما انتهى تقريبا من تشكيل فريقه. وبفعل الطابع الاستعجالي للأزمة الاقتصادية والحرب على غزة استطاع حرق المراحل، ونادرا ما نجح رئيس منتخب في تشكيل فريقه في 17 يوما، بل إن جلسات الاستماع الضرورية أمام مجلس الشيوخ بالنسبة للمناصب الأساسية قد بدأت حتى قبل تنصيبه. حيث تم الاستماع لهيلاري كلينتون كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية وسوزان رايس المرشحة لمنصب سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. الأسبوع الماضي، ويبدو أن باراك أوباما يريد فريقا دبلوماسيا جاهزا للعمل ابتداء من اليوم الموالي لتنصيبه بالبيت الأبيض، وهو التاريخ الذي يتوقع أن يوقع فيه الأمر باغلاق معتقل غوانتامو. الرئيس اختار بعناية تشكيلة فريقه، اختار شخصيات من العيار الثقيل، وفي بلد اعتاد على اعتبار الحكومة «مشكلا» يبدو أنه يريد أن يجعل من فريقه الحكومي «حلا» لهذا المشكل، وبينما اعتاد جورج بوش على تقديم نفسه كرئيس «مدير عام» للولايات المتحدة، فإن باراك أو باما لم يختر تقريبا أي رئيس مدير عام لشركة ضمن فريقه، ومن أصل 15 منصبا وزاريا سيتم اسناد ستة مناصب لأعضاء سابقين أو حاليين في الكونغرس، ووزير واحد فقط ينتمي إلى الجنوب وهو وزير التجارة رون كيرك العمدة السابق لدالاس. الحكومة المقترحة تضم خمس نساء وثلاثة من أصول افريقية واثنين من أصول اسبانية. وشخصيات من المنافسين في الانتخابات الأولية لترشيح الحزب الديمقراطي (هيلاري كلينتون، جو بيدن وتوم فيلساك) وشخصيات غير معروفة لكنها ذات كفاءة آتية من عالم الجامعة (ستيفان شير، حائزة على جائزة نوبل للفيزياء) أو من عالم التلفزيون مثل سانجاي غوبتا، المكلف بالقضايا الطبية بقناة سي.إن.إن المرشح لأن يكون المسؤول عن الصحة في الولاياتالمتحدة. ويضم الفريق رجلا كان أقرب إلى ماكين منه إلى الديمقراطيين خلال الحملة وهو الجنرال السابق جيمس جونس الذي اختاره أوباما مستشاره الدبلوماسي. على المستوى الإيديولوجي، لا يمكن وضع قراءة واحدة، ففي الجانب الاقتصادي والأمني، يمكن تصنيف الفريق في الوسط مع ميل واضح لشخصيات تحسب الى جانب كلينتون، في مناصب العدل والبيئة تم اختيار شخصيات تعتبر من التيار التقدمي، والنقابات التي انخرطت بشكل قوي في الحملة الانتخابية مرتاحة لاختيار هيلدا سوليس في منصب كاتبة الدولة في التشغيل على اعتبار أن لها نفس مواقف النقابات بخصوص الجدل القائم بين النقابات وأرباب العمل حول الحرية النقابية. الجناح اليساري يؤاخذ على أوباما اعتداله، حيث يتساءل كتاب في موقع «أوبن ليفت» اليساري عن جدوى «التصويت من أجل التغيير إذا كنا سنجد جمهوريين وهيلاري كلينتون في الحكومة؟» معلقون آخرون يعتقدون أن أوباما «يتخفى وراء البرغماتية ولكنه في الواقع يريد أن يحكم الى اليسار». وإذا ما استندنا الي استطلاعات الرأي فإن الرئيس المنتخب منسجم تماما مع الأمريكيين، أكثر من 70% يؤيدون التعيينات. و68% يؤيدون المرجعية الأيديولوجية للشخصيات التي تم اختيارها وأكثر من 63% من الأمريكيين يؤيدون بشكل إيجابي كونهم، في معظمهم، من الأشخاص الذين اشتغلوا في إدارة بيل كلينتون.