تحبس مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي الأنفاس يوم غد الأحد (السادسة مساء)، ليس باعتبارها قمة الدورة 17 من بطولة القسم الوطني الأول، ولكن بالنظر إلى هاجس الخوف الذي يسيطر على الجميع، بفعل حساسية مباريات الفريقين، وأيضا بسبب درجة الاحتقان التي تسود في صفوف الجماهير، خاصة وأن مواجهات الجيش الملكي للرجاء والوداد كثيرا ما انتهت في أقسام المستعجلات بسبب اصطدامات الأنصار والمحبين. هذا المعطى رفع من درجة الاستنفار، خاصة في أوساط الجهاز الأمني، حيث سيتجند لهذا اللقاء الحارق أزيد من 4000 رجل أمن من مختلف التشكيلات، بالإضافة إلى عناصر الشركة الخاصة للأمن، المرتبطة مع الرجاء بعقد يقضي بتنظيم عملية الدخول والخروج. وتحضيرا لهذه المواجهة الكروية، عقدت اجتماعات تنسيقية، بحضور كافة المعنيين بالمباراة، خصصت لوضع استراتيجية تضمن سيرا عاديا للقاء، وتفادي حدوث أية صدامات في صفوف الجماهير، يمكن أن تخلف ضحايا أو تسفر عن خسائر مادية، كما تم التشديد على دور جمعيات المحبين للمساهمة في إنجاح المباراة. هذه الاجتماعات خلصت إلى ضرورة تحسيس الجماهير وحثهم على التحلي بالروح الرياضية، لكن هذا لايعني أن المهمة ستكون سهلة، فعادة ما يكون يوم المباريات من هذا الحجم تحديا لكافة المتدخلين، ويتطلب حرصا ويقظة كبيرين لتفادي أية مفاجأة. وحسب المعطيات المرتبطة بالتنظيم، فإن الفريق الأخضر طبع حوالي 40 ألف تذكرة، علما بأن الطاقة الاستيعابية لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء تصل إلى 45 ألفا، كما أن التذاكر، التي طرحت في نقط البيع منذ يوم الخميس، ستشير لأول مرة إلى باب الدخول، درء لأي اكتظاظ، كما أن أبواب المركب ستفتح في الساعة الواحدة من بعد زوال يوم غد. وعلى مستوى آخر، أفادت مصادر عليمة أن الإنارة بالمركب لن تكون بالجودة المطلوبة، بالنظر إلى تقادم المصابيح، التي يجب تغييرها، خاصة بوسط الملعب وعند زاوية الجهة اليسرى بمقربة من المدرجات المكشوفة. الأكيد أن المباراة ستشكل قمة الدورة من دون منازع، لكنها في منطق كرة القدم تبقى مباراة عادية واعدة بالفرجة والأداء المتميز، بحكم ما يتوفر عليه الفريقان من إمكانيات بشرية وتقنية.