الاتجاه نحو المنطقة الصناعية البرنوصي يفرض على الراغبين في ذلك، استعمال وسلك الطريق انطلاقا من النقطة المجاورة للشركات الخاصة بالمشروبات الغازية، والتي تمتد إلى غاية عين حرودة، رغم صعوبة السير والمرور بها، لكونها حبلى بالحفر العميقة و«التقطعات» الكبيرة. إلا أن ذلك لم يثن أصحاب الناقلات المختلفة من سيارات وشاحنات على اختلاف حمولتها من «اللجوء» إليها، فهي سبيلها للوصول إلى محطاتها نحو المصانع المحتضنة لأنواع مختلفة من الصناعات. هذه الطريق التي «استحمل» مستعملوها «تعكلاتها» لم يعد بإمكانهم الاستمرار على نفس المنوال، ولم يبق بمقدورهم المرور بوسائل نقلهم من هذا المكان، سيما بعد هطول الأمطار الأخيرة التي عرفتها العاصمة الاقتصادية ، إذ أصبح من الشاق جدا عبورها، بفعل الأخاديد التي امتلأت بالمياه عن «بكرة أبيها» حتى أصبح يخال للعابرين أنهم يجتازون وادا من الأودية لاشارعا من الشوارع! واقع المعاناة التي يقتسمها السائقون بهذه النقطة لم تحرك ساكنا في رئيس مجلس المدينة ومكتبه المسير، فالمتضررون لايتوقعون تحركا لإصلاح الطريق معتبرين «أنه أمام غياب المصلحة الانتخابية فإن أي تدخل يبقى معلقا إلى إشعار آخر»! أما بخصوص منتخبي المنطقة فهم في سُبات عميق، والمستيقظون منهم منشغلون بالمناطق الآهلة بالسكان يرصدون خبر الأموات لكي يسارعوا بإحضار الخيام والكراسي وسيارات نقل الأموات، طمعاً في أن تحفظ ذاكرة أهل الميت والحاضرون صورة ما قام به هذا العضو حتى تتسنى له العودة «الميمونة» الى كرسيه بالمقاطعة! أما البعض الآخر من المسؤولين بالمنطقة ، فحسب الذين تقدموا بشكايات، يقولون إن جل الشركات التي توجد بهذه المنطقة الصناعية لها مراكز أصلية بمقاطعات أخرى بالمدينة، الشيء الذي يحرم المقاطعة التي توجد بها هذه المصانع من عدة مداخيل. فحتى أبناء هذه المقاطعة لا يستفيدون من «خدمات» هذه الشركات. وكلها مبررات غير مقبولة. في نفس السياق، فإن نفس الطريق تعرف في الأيام العادية سرقة «الكابليات» النحاسية الخاصة بخطوط الاتصال، فبعد الحفر يتم تقطيعها وبيعها مما يتسبب ذلك في انقطاع لكل وسائل الاتصال التي تستعملها هذه الشركات، إضافة إلى افتقادها للإنارة العمومية اللازمة الأمر الذي يسهل «نشاط» قطاع الطرق ومحترفي السرقة الذين ينهبون ويسلبون المارة، راجلين أو ركابا، جميع ما يملكون إلى درجة أن العديد من المواطنين يفضلون عدم المرور منها كلما اقتربت فترة المساء!