كانت الساعة تشير إلى الثانية من زوال اليوم الذي حددنا فيه موعد اللقاء مع خالد الشطيبي في المطعم المغربي «طاجين». كان لقاء حميميا ليس فقط لأن جليسنا من المغرب، لكن لمشاركته لنا في تحمل نفس المسؤولية الإعلامية من خلال اشتغاله في وكالة الأنباء الرسمية لماليزيا (بيرناما)، وإشرافه على رئاسة تحرير جريدة «أهلا». وكما نشرنا ذلك في حوار سابق مع خالد، فقد أوضح لنا أوجه الاختلاف والتشابه بين الإعلام في البلدين (انظر الجريدة عدد رقم 9059 بتاريخ 29 دجنبر 2008). غير أن الموضوع الذي ظغى على حديثنا في ذلك الحين هو تشكيل فيدرالية الجالية المغربية بماليزيا، والتي كان رئيسا لها، قبل تجميد أنشطتها والأسباب التي أدت إلى هذا الوضع. تجمعٌ للجالية سبق وسألنا السفير المغربي عن وجوده بأي شكل من الأشكال، فنفى لنا الأمر نفيا قاطعا!! ففي الواحد والثلاثين من مارس 2007 اجتمع حوالي 50 فردا من أفراد الجالية المغربية بماليزيا ليعلنوا عن قيام أول تجمع للجالية المغربية بمنطقة جنوب شرق آسيا، تجمع وضع نصب عينيه النهوض بمكانة المغاربة في تلك المنطقة والاهتمام بشؤونهم وتوفير أرضية للقاء والتشاور بين كل أفراد الجالية هناك. وعقب أول لقاء بالسفير المغربي، أحمد أمزيان، طلبت منه الفيدرالية تزويدها بصورة لجلالة الملك وعلما مغربيا وتسجيلا صوتيا للنشيد الوطني، باعتبارها أمورا أساسية من أجل تنظيم أي نشاط للفيدرالية. وكشف لنا خالد أن هذا المطلب لم يلق آذانا صاغية، كما أن مطالب الفيدرالية القاضية بترشيد نفقات حفلات عيد العرش التي تقيمها السفارة المغربية أدت، كما جاء على لسانه، إلى تشنج العلاقة بين رئاسة الفيدرالية والسفير المغربي. حتى أن خالد أشار في بيان استقالته إلى أنه يحمل السفير المغربي بماليزيا المسؤولية في «تخريب الفيدرالية» إلى جانب بعض الأعضاء في ذلك التجمع بسبب «خوفهم وجهلهم بقوانين العمل الجمعوي». ورغم العمر القصير للفيدرالية، فقد تمكنت من إنجاز مجموعة من الأنشطة والمبادرات من قبيل التدخل من أجل إطلاق سراح طالب مغربي معتقل في ولاية «جوهور»، تكلفت الفيدرالية بمنحه تذكرة العودة إلى المغرب، والدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب في مختلف المحافل المحلية والتعريف بالمغرب وحضارته في وكالة «بيرناما» وعلى صفحات جريدة «أهلا»، حتى أن هذه الأخيرة تلقت شكاية من السفارة الجزائرية بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية.