بذل رئيس إحدى الجمعيات لهواة الطيور المغردة مجهودات كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الإتحاد الأورنيطولوجي المغربي المتواجد مقره بمدينة المحمدية، وبين الجامعة الأورنيطولوجية المغربية المستقرة بالرباط، بعد ان انشق الاثنان عن الجامعة المغربية لعلم الطيور التي تتخذ مقرها بالدارالبيضاء. وكم كان المنظر صحيا ومفرحا حين يرفع أحدهما خطابه ليتجاوز الخطاب الرسمي والبروتوكولات التي قد تضفي مزيدا من الاحتياط بين الجانبين، وإن كانت آداب الحوار والنقاش حاضرة، فلن نقول بأن الفضل في ذلك يعود إلى رغبة عبدالسلام المنصوري في اتحاد الاخوة للتقدم بالهواية المغربية على أعلى المستويات، أو إلى قول أحدهم للآخر «احنا التراب ديال رجليكم..» مخافة أن يُساء فهم إحدى عباراته لوضع أرضية للنقاش، ولا إلى الحلاج المنسق الحكيم، والذي يتمتع برزانة في تسيير الجلسات والنقاشات تفرض على الآخر احترامها مهما كانت الأجواء مكهربة أو هادئة. المنظر الكبير صراحة يتجلى في الجلوس على طاولة الحوار أولا، فمنظر خالد مراد مقابل محسن العوفير، والدكتور كراكشوا يتأمل عبدالرحيم منظور، وحسين اخوادر الذي يبتسم أمام «هيبة» محمد بنزينة، حقا كوكتيل عجيب أغنته النقاشات المستفيضة التي تنم عن مفاهيم عميقة لواقع «الولاعة» المغربية. كان تيرمومتر النقاش يرتفع حينا ، لكن الحلاج كان يلون الخيط الرفيع بين الفريقين ليبدو لهما جليا، ونجحت عملية خياطة بعض الملابس تليق بالفريقين في مناسبات مشتركة، مع تسجيل احتفاظ كل فريق بخصوصيات لباسه الشخصي. ليتم تداول مجموعة من المصطلحات ضمنها التعاون، و التنسيق ، والشراكة. الكلمة الأخيرة تحمل معاني كبيرة ، ولها دلالات أعمق من باقي العبارات الأخرى لأنها تبتلعها في بطنها الشاسع، فالشراكة بمفهومها الحقيقي تعتبر خطوة متقدمة نحو الاندماج ، حسب وجهة نظرنا الشخصية، إذ أن أخذ رأي الآخر في مجمل أنشطتي، وأن يدعوني بدوره، ونتبادل التهاني والتجارب و نتطلع إلى المستقبل بعيون شاخصة نحو اتجاه واحد، فهذا ليس سهلا، لكن تكوين لجنة مشتركة بين الطرفين دليل كبير على رغبة كبيرة في المضي قدما نحو رفع التحديات وكسب الرهانات في اطار خدمة الهواية المغربية، وفي انتظار أن تتحقق أمنيتي الشخصية باكتمال المثلث المكون لأضلاع الهواية المغربية في مجال الطيور المغردة، سأجلس كل صباح أمام عتبة البيت كالأطفال في انتظار البشرى بشراكة تجمع كل الشركاء الحقيقيين والراغبين فعلا في إسعاد طيورنا المغردة.