«أذكر أنه في الفترة التي كنت فيها لاعبا أمارس في صفوف فريق الوداد، وكان يحضر حينها المرحومان البطاش والخلفي معنا، كانت نصائحهما تسير في اتجاه تنبيه اللاعبين، بانفتاح وبدون إحراج، بضرورة إيلاء الموضوع كل الأهمية التي يستحقها، من خلال تنظيم الحياة الجنسية وفقا لمتطلبات المجهود الذي تستوجبه ممارسة كرة القدم. كان الخلفي رحمه الله، يردد دائما، أن ممارسة الجنس في إطار الزواج، لاخوف منها، ولاتخلف تأثيرات سلبية على جاهزية اللاعب، بخلاف أن يتم ذلك خارجا عن إطار الزواج، الذي يمكن أن تنتج عنه مضاعفات صحية، وإرهاق شديد ينعكس على حمولة الجسم. على هذا المستوى، يجب أن نلاحظ أن هناك فرْقا بين اللاعب المتزوج، واللاعب العازب. فالأول يمارس حياته الطبيعية بشكل عادٍ لايخلف تأثيرا سلبيا على حياته الرياضية، فيما يمكن للاعب العازب أن يعرض نفسه لمجهود كبير في لقاء عاطفي عابر، يدرك في باطنه، أنه ربما لن يعثر عليه في مرة أخرى. من منظوري الخاص، فغياب تنظيم مواعيد المعاشرة الجنسية، ينتج مشاكل عديدة، تظهر أعراضها على اللاعب أثناء خوضه للمقابلة، أو خلال الحصص التدريبية، كما أن الأمر يظهر على مستوى بعض الأعطاب تمس أطرافا معينة من البدن. وأظن أنني كمدرب، فعندما أتحدث مع لاعبي فريقي، وأقدم لهم مجموعة من النصائح الخاصة بالأكل والتغذية مثلا، ومواعيد النوم، فأنا متأكد أنهم يستوعبون «الميساج» ويدركون كل الإشارات التي أبعثها. وأعتقد أن كل متطلبات الحياة العادية، يجب أن يضبطها قانون منظم، فالإكثار من أكل «الليمون» مثلا، له عواقبه، والإفراط في تناول الفيتامين له نفس العواقب، وحتى الإفراط في المعاشرة الجنسية له نفس المآل. بمعنى آخر، يجب على اللاعب أن يكون معتدلا في كل شؤونه الحياتية، وأن يخضع الكل لبرنامج منظم ومرتب. المطلوب من اللاعب اعتماد الريجيم في الأكل، وفي الممارسة الجنسية كذلك. إن تحقيق النجاح في المسار الرياضي، يقابله حتما التنازل عن العديد من المتع، وأظن أن من مارس كرة القدم لعشر سنوات أو خمس عشرة، سنة يدرك معنى هذا الحديث، ويفهم مغزى هذه الإشارات. وكمدرب، ولاعب سابق، أرى أنه بإمكان اللاعب ممارسة حياته الجنسية بشكل طبيعي طيلة أيام الأسبوع بما فيها يوم الجمعة مثلا، شريطة أن لا تكون هناك مبالغة، علما بأنه ينصح بالابتعاد يوما قبل خوض المباراة، عن ممارسة الجنس، وعن بذل أي مجهود كيف ما كان نوعه. وأشير، إلى أن المعاشرة الجنسية، خصوصا في إطارها الشرعي، وفي وسط أسبوع حافل مثلا ببعض الأنشطة الرياضية، يمكن أن يشكل عاملا إيجابيا على المستوى النفسي والمعنوي».